حساب وكتاب مع وزراء الخارجية
د. فاتح عبدالسلام
يوم احتل الجيش الأمريكي العراق، وأسس لعملية سياسية للحكومات المتعاقبة، كان المواطن العراقي متأثرا بالدعايات التي بثتها الأحزاب الحاكمة في الترويج للعصر الأمريكي في البلاد اكثر مما فعله الامريكان انفسهم. وطارت الاحلام بالعراقيين ليكون لهم جواز سفر جديد تُفتح أمامه الحدود كما يتم التعامل مع الجواز الأمريكي أو ما يشبهه. لكن الواقع بعد أيام، أخبرنا ان الجواز العراقي هو الأسوأ عالميا، وقلما تعاملت معه دولة الا بشروط صارمة مع تشديد عال لمنحه التأشيرات للدول المتقدمة، الامر الذي لا يعاني منه حامل أي جواز في دولة أخرى مهما كان وضعها سيئاً. الجواز العراقي المتدهور حتى في التعامل العربي معه، هو ابرز علامات فشل وزراء الخارجية في البلاد منذ العام ٢٠٠٣، ذلك العام الذي توهم العراقيون فيه انهم طووا الماضي المكبل بالعقوبات وعدم الاعتراف بوثائقهم وصاروا يستحقون نوعا آخر من التعامل في نظر العالم . هذه الحقيقة المرة تصدمنا كلما جرى الإعلان عن تصنيف عالمي لجوازات سفر الدول، ونشهد اليوم قفزة نوعية لجواز السفر الإماراتي مجدداً إلى المركز الأول عالمياً، حسب مؤشر “باسبورت إندكس” التابع لشركة آرتون كابيتال للإستشارت المالية العالمية. يأتي ذلك التقدم بالرغم من تحديات السفر المرتبطة بجائحة «كوفيد 19»، حيث قامت العديد من دول العالم خلال العام الماضي بإغلاق حدودها أمام المسافرين كإجراء احترازي. وبحسب «باسبورت إندكس» تقدم جواز السفر الإماراتي منفرداً في المركز الأول عالمياً بدخول 152 دولة حول العالم، منها 98 دولة من دون تأشيرة مسبقة، و54 دولة يتم الحصول على تأشيراتها عبر الإنترنت أو بمجرد الوصول، وذلك بفارق دخول 6 دول عن المركز الثاني الذي احتلته نيوزيلندا بدخول 146 دولة من دون تأشيرة. و احتلت المركز الثالث عالمياً 9 دول بدخول 144 دولة وهي: ألمانيا، فنلندا، النمسا، لوكسمبورج، إسبانيا، إيطاليا، سويسرا، كوريا الجنوبية، أستراليا، كما تحتل حالياً جوازات 6 دول أخرى المركز الرابع عالمياً بدخول 143 دولة حول العالم بدون تأشيرة مسبقة وهي: السويد، هولندا، الدنمارك، بلجيكا، البرتغال، وآيرلندا. وجاء في المركز الخامس عالمياً جوازات كل من فرنسا، مالطا، جمهورية التشيك، اليونان، بولندا، المجر، المملكة المتحدة، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية بدخول 142 دولة بدون تأشيرة مسبقة. أين نحن الآن ، ومتى نلتحق بالعالم؟