بانتظار الثورة البنفسجية
سها الشيخلي
قد يلجأ الشعب الى الثورة عندما يرى أن أبواب الاصلاح موصدة بوجهه، فلا خيار له سواها، وفي تاريخ الشعوب هناك ألوان عدة من الثورات منها ما هو أبيض، فنقول الثورة البيضاء اي تلك التي لا تهدر فيها الدماء، اما الحمراء فلونها يؤكد اراقة الدماء التي ربما اجبرت الثوار على اللجوء اليها مرغمين، ولكن الثورة البنفسجية هي تاكيد على قناعة الشعب بها كونها جاءت عبر أصابع مخمضة بلون الانتخابات مثل هذه الثورة، قد تكون أكثر إقناعا من غيرها، ولكن هل يعني ذلك ان المنتخبين سيخضعون لكل ما من شأنه أن يكرس اللون البنفسجي (فقط)، اي بعبارة أدق هل يمكن الرضوخ الى ما سيسفر عنه من تفاهمات واعادة الوجوه القديمة الى المشهد السياسي وعلى حد المثل الذي يقول (وكأنك يا زيد ما غزيت) وبعيدا عن مفهوم (الغزو) هنا فأننا ما زلنا نتحدث عن الثورة، اما الغزو فهو ضد مفهوم الثورة بل هو يعني (الاحتلال) والفرق واضح يفهمه (اللبيب). الذي أريد الوصول اليه في وصف الثورة أنها جاءت من اجل التغيير، وان هذا التغيير سيكون سلميا عبر اللون البنفسجي، الذي اختاره المنتخب من اجل التغير، اما اذ تدخلت اصابع (خفية) من خلف ظهر المنتخب، ربما ستقلب الموازين وستعود تلك الوجوه الكالحة الى المشهد السياسي (لا سمح الله) وعودتها ستشوه هذه الثورة، التي اراد لها جميع الثوار ان تكون بلون الورد البنفسجي!. ولكن أي ورد مع وجود السلاح المنفلت؟ ومع المال الفاسد المنهوب من عرق وتعب ابن الشعب وما اكدته الدعايات للمرشحين وبحجم الافتات والصور الشخصية؟ يقابله الفقر والفاقة التي ترزح تحت وطأتهما نسبة كبيرة من شرائح هذا المجتمع المغلوب على امره، ومع الولاء المقيت للطائفية، التي كانت نتاج سنوات التغيير منذ (18) عاما عجافا، كنا بها لقمة سائغة لافكار جاءت من وراء الحدود وقدمنا شهداء ومفقودين كثيرين خلال سنوات عدة وما زلنا. الأيام التي تفصلنا عن يوم الانتخابات ستكون يوم مخاض عسير، فاما ولادة طبيعية وهذا ما نطمح اليه ولكن كل الدلائل تشير الى استحالة مثل هذه الولادة واما وبولادة (قيصرية) والفرق كبير بينهما!.اما التغير القادم والذي نحلم به سيكون منوطا بوعي وحرص ابناء هذا الوطن الابي الذي نعول عليه في تغير الوجوه التي تتناسل في كل انتخابات، لتعيد نفسها حتى ولو بمسميات اخرى انها دعوة صادقة الى المنتخبين ان يضعوا مصلحة الوطن اولا واخيرا عند اختيارهم مهما كانت المغريات.