مقالات

الطارمية “جرف صخر” أخرى

د. باهرة الشيخلي

الطارمية “جرف صخر” أخرىالعراقيون يعون تماما أن استهداف الطارمية مشروع طائفي يهدف إلى تهجير أهلها وتأسيس محافظة تمتد إلى سامراء وتكون الطارمية من ضمنها ليبدأ قضم المناطق وصولا إلى الموصل.تلاحقه تهمة الجرائم التي ترتكب بحق الأهالي في الطارميةما زال سكان جرف الصخر شمالي محافظة بابل العراقية بعيدين عن ديارهم التي احتلتها الميليشيات الولائية ولم تسمح لأهلها بالعودة إليها، وبدأت مأساة جديدة مماثلة في الطارمية شمال العاصمة بغداد للهدف ذاته وهو إجلاء سكانها الأصليين وإحلال آخرين محلهم.ويأتي ما جرى في الطارمية في سياق “تنفيذ النهج التدميري المُمنهَج للاحتلال الإيراني وأذنابه في الحكومة وأحزابها المجرمة، وهو استمرار لمسلسل الجرائم التي بدأت منذ اليوم الأول لتغوّل إيران في العراق وهيمنتها عليه”، ولن تكون جرائم الميليشيات في جرف الصخر وغيرها من مناطق العراق أولاها ولا آخرها، والدور سيأتي على ديالى وأبوغريب.حمّل مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وحكومته والميليشيات مسؤولية الجرائم التي ترتكب بحق الأهالي في الطارمية، والتي تأتي في سياق مشروع طائفي يهدف إلى إجراء تغيير ديموغرافي في المنطقة، حسب بيان أصدره المجلس.من جانبه، نشر المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب مشاهد توثق عمليات تجريف الأراضي والبساتين في قضاء الطارمية شمال العاصمة بغداد، صباح الثلاثاء الرابع والعشرين من أغسطس الماضي.ورأى تصريح منسوب إلى ناطق باسم قيادة البعث العراقي أنَّ ما يتعرض له العراق اليوم من مشروعٍ احتلالي شرِّير، ابتدأ منذ اليوم الأول لغزوه واحتلاله سنة 2003، هدفه القضاء على العراق وتصفية العراقيين وقتلهم وتهجيرهم من أرضهم حتى يصبح خرابا لا حياة فيه، وأن يخلو من أي عراقي شريف وغيور يعارض ويقاوم الاحتلال والموالين له.وأكد “أنَّ الحوادث الأمنية التي وقعت مؤخرا كانت بنيَّة مدبرة بهدف تهجير السكان، لأنَّ استهداف الطارمية هو غطاء لتنفيذ مشروع إيراني قديم جديد يهدف إلى تهجير مناطق حزام بغداد، في محاولة خبيثة لتغيير ديموغرافي في هذه المناطق”.المشروع الإيراني الخبيث يهدف إلى تهجير أهالي الطارمية لتصبح مدينة منزوعة من أهلها، وتخرجها من الجغرافية السكانية، كما حصل مع جرف الصخر بهدف التهميش والإقصاء والتنكيل بسكان المناطق المحيطة ببغدادلا ننسى أنَّ أكذوبة داعش التي كان موقعها في جرف الصخر كما تَدَّعي الأحزاب الموالية لإيران، هي ذات الأكذوبة التي تتكرر في منطقة الطارمية اليوم، وما تُسميه حكومة بغداد بالخروقات الأمنية في الطارمية مفتعلٌ سببه خروج الأمور فيها عن يد الحكومة، وتعدد الجهات التي تمسك بالملف الأمني في الطارمية، وهو ما أصبح واضحا للعراقيين جميعا.بناءً على هذه الأكذوبة جرت إعدامات ميدانية للعديد من شباب الطارمية نفذتها فصائل الحشد الشعبي، في حين أن أهالي الطارمية يعيشون بين مطرقة داعش وسندان الميليشيات الولائية، وقد بيّن زعماء العشائر والوجهاء في الطارمية ذلك لرئيس الوزراء عند زيارته منطقتهم، مؤكدين أن داعش يعدم أبناءهم والميليشيات تعدمهم أيضا، مبدين استعدادهم لمعاونة الجيش على محاربة داعش إذا كانت الحكومة ستسلم منطقتهم إلى الجيش وتخرج الميليشيات منها.إذا كانت الأمور قد هدأت نسبيا في الطارمية بعد زيارة الكاظمي واجتماعه بزعماء العشائر والوجوه الاجتماعية فيها، وطلب الأخيرين منه أن يتولى الجيش مسؤولية الملف الأمني في المنطقة المضطربة وإخراج الحشد، لكنّ شيئا من هذا لم يحصل إلى الآن. ويقول السكان “لو لم تكن حكومة الكاظمي متواطئة مع مشروع إيران ضد أبناء شعبنا العراقي في الطارمية لكانت قد سلَّمت الملف الأمني لأهالي الطارمية أنفسهم فهم قادرون على حماية مدينتهم وضبط الأمن فيها”.إن المشروع الإيراني الخبيث يهدف إلى تهجير أهالي الطارمية لتصبح مدينة منزوعة من أهلها، وتخرجها من الجغرافية السكانية، كما حصل مع جرف الصخر بهدف التهميش والإقصاء والتنكيل بسكان المناطق المحيطة ببغداد، وأصبح العراقيون جميعا يعون تماما أنَّ استهداف الطارمية أصبح مشروعا طائفيا يهدف إلى تهجير أهلها وتأسيس محافظة تمتد إلى سامراء شمالا وتكون الطارمية من ضمنها، ثم ليبدأ قضم المناطق التي بعدها وصولا إلى الموصل، وأنَّ هذا المشروع الخبيث إيراني تنفذه فعليا على الأرض ميليشيات الحشد الشعبي بالتعاون مع الميليشيات الولائية المرتبطة بشكل مباشر مع إيران وبرعاية منها، حسب ما أعلنت هي نفسها، ومنها ميليشيات النجباء.الرسالة التي ينبغي توجيهها إلى شباب انتفاضة أكتوبر الوطنية التي سحقت الطائفية بأقدامها هي أن تسقط معجم المحاصصة ميدانيا بدءا بمصطلح “المكونات” ومرورا بـ”الأغلبية والأقلية”خلاصة القول إن الطارمية جزء من مشروع تشييع العاصمة الذي بدأ العمل به منذ أن تسلم حزب الدعوة مقاليد الحكم في عهدي إبراهيم الجعفري ونوري المالكي لتكون بغداد حاضنة مذهبية (النسخة الخمينية طبعا)، وتكون في الوقت عينه مقدمة لإقامة حاضرة جديدة تدين بالولاء للولي الفقيه الإيراني وهذا كله يجري تحت سيل من الأضاليل الأيديولوجية واللاهوتية.والمالكي هو من دشن رسميا، إبان ولايته الثانية، الإعلان عن إقامة دولته الدعوتية تحت اسم مضلل “دولة آل البيت” وهو لا غيره من أقام فصلا وتمييزا بين العراقيين، حين جعل من وطن الرافدين الواحد الأحد معسكرين متقابلين: الحسين ويزيد.الطائفية هوية الأحزاب الدينية كلها، سنية كانت أم شيعية، وهي الخصم الأل لمنع وحدة البلاد وازدهار العباد، وهي أيضا العدو المركزي للتقدم والنهضة لأنها مصممة على أن تجعل من العراق ولاية إيرانية، ويا ليت قومي يعلمون.الرسالة التي ينبغي توجيهها إلى شباب انتفاضة أكتوبر الوطنية التي سحقت الطائفية بأقدامها هي أن تسقط معجم المحاصصة ميدانيا بدءا بمصطلح “المكونات” ومرورا بـ”الأغلبية والأقلية” وإلغاء الوقفين السني والشيعي لإعادة الاعتبار إلى المواطنة وإلى وحدة العراق الواحد.هناك اليوم ما يشبه الإجماع بين أحزاب القتلة وميليشياتهم لإعادة فرض المالكي حاكماً لكي يجهز وإلى الأبد على هوية العراق ويبعثر وحدته لإقامة دول الطوائف والمحميات، وهذا ما يرتب على انتفاضة شباب أكتوبر المجيدة منعه ومنع تدوير النفايات التي فرضت على العراق بعد احتلاله في 2003 بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات.د. باهرة الشيخليكاتبة عراقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى