لاري سوير: قد تصبح الولايات المتحدة حليفا لطالبان من أجل إطلاق النار في مكان آخر”
صرّح المحارب القديم في فيتنام، الرقيب أول المتقاعد بالجيش الأمريكي، لاري سوير، بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن الأفغان الذين ساعدوها، كما فعلت للفيتناميين في سايغون.
ورأى سوير في تصريح لوكالة أنباء “ريا نوفوستي” أن الأحداث الجارية في مطار كابل شبيهة بما جرى في سايغون عندما أقلعت آخر مروحية أمريكية من هناك، مضيفا “سوف يتركون الأفغان هناك كما فعلوا ذلك في فيتنام عام 1975، وفي غواتيمالا”.
وعبّر العسكري الأمريكي المتقاعد عن رأي مفاده أن سلطات الولايات المتحدة لم تتعلم دروسا من أخطاء الماضي، وأن “الشيء الوحيد الذي تعلموه هو المضاعفة. كدسوا الأموال هناك، حيث يجري إفلاسها، ثم يتهمون الأشخاص الذين منحت لهم”.
وأشار في الوقت نفسه إلى أنه واثق من أن أفغانستان ستتعافى و”تصبح قوة”، بما في ذلك بفضل الموارد التي تركتها الولايات المتحدة، ويمكن لواشنطن أن تصبح حليفا لطالبان من أجل “إطلاق النار في مكان آخر”.
ولفت المحارب القديم إلى أن التعبير العصري الذي تحب الولايات المتحدة استخدامه هو”ما يلبي مصالح أمريكا”. إذا لم يكن ذلك في مصلحة أمريكا، فهم لا يفعلون ذلك. إنهم يستخرجون الموارد الطبيعية، من تحت الأرض، ومن فوق الأرض. المصطلحان الآخران اللذان تحب الولايات المتحدة استخدامهما هما “الأصول” و”الالتزامات”، والتي لا تنطبق عليها. يتحدثون عن الخسارة كما عن لعبة الورق. في الوضع الحالي، رموا بالأوراق.
أما الرائد المتقاعد في الجيش الأمريكي، فرانك فيليبس، فقد أقر هو الآخر بأن الوضع الحالي في أفغانستان مشابه لفيتنام، مضيفا “كنا هناك لفترة طويلة وحققنا القليل. بالإضافة إلى ذلك، يقولون دائما أن المال يذهب إلى جيوب أشخاص”.
وأعرب عن أسفه على المتعاونين المحليين مع الجيش الأمريكي الذين تركوا في أفغانستان، مشيرا إلى أن “ذلك أكثر ما يؤلمني. من وجهة نظري، آمل أن يأخذوا أكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين عملوا مع الأمريكيين. شعرت بالعزاء حين سمعت أن بعضهم موجود هنا”، وقال إن “العار الأعظم يتمثل في أن الولايات المتحدة تدفع مقابل تريليون دولار مسروق”.
يشار إلى أن الوضع في أفغانستان كان قد تفاقم بشكل خاص في العشرة أيام الأولى من أغسطس، حين صعّدت حركة طالبان هجومها ضد القوات الحكومية. وفي 15 أغسطس، دخل مسلحو الحركة كابل وسيطروا على القصر الرئاسي.
وأعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان، محمد نعيم ليلة 16 أغسطس، أن “الحرب في أفغانستان انتهت، وسيتضح في المستقبل القريب شكل الحكومة في البلاد”.
ويسيطر مسلحو طالبان في القوت الحالي على جميع المعابر الحدودية البرية في أفغانستان. ويجري إجلاء الموظفين الأجانب والأفغان العاملين في البعثات الدبلوماسية الأجنبية عبر المطار الوحيد في كابل، والذي لا زالت تسيطر عليه قوات الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى.