ترويض الجنون الافغاني حقيقة ام وهم
د.كريم النوري
من يستغرب ما جرى ويجري في افغانستان ووصول طالبان بعد عقدين من الزمن الى الحكم فهو لا يفقه المزيد من فنون السياسة ومتغيراتها.الولايات المتحدة الامريكية ليست بهذا القدر من السذاجة والغباء حتى تقدم على خطوة هكذا عبر حليفها المثير للجدل قطر.كما ان ذاكرة الامريكيين ليست مثقوبة الى الحد من تناسي تسونامي ١١ سبتمبر ٢٠٠١ وغزوة مانهاتن في نيويورك واستهداف برجي مركز التجارة العالمي.اذا افترضنا بان الولايات المتحدة الامريكية تدرس خطواتها المصيرية عبر مراكز الابحاث الامريكية ومستشاريها الاستراتيجيين فاننا نستطيع القول بان الخطوات الامريكية عبر السمسار القطري هي لترويض الجموح والطموح الافغاني باعتبار ان طالبان وداعش والقاعدة مدارس متقاربة في الفكر التشددي الاسلامي.لعل خيارات التأهيل الافغاني متعددة ومعقدة واحلاها مرّ بالتأكيد.جربوا التخادم والتناغم مع الجماعات الاسلامية في ثمانينيات القرن الماضي لمواجهة الاحتلال السوفياتي السابق فتورطوا بفخ الافغان العرب واوصلوا طالبان للحكم ١٩٩٦ عبر المخابرات الباكستانية والاماراتية والسعودية فصدموا بغزوة ١١ سبتمبر ٢٠٠١ واختاروا المواجهة فتمددت طالبان في العمق الافغاني.واستطيع القول ان محاولة واشنطن بغض النظر عن الانقلاب الذي يقوده طالبان والتفريط بالديمقراطية المستوردة ما هي الا لعبة جديدة للتخفيف عن جنون الجهاد الافغاني والعمل لادخال طالبان لافغانستان عبر الوسيط القطري واحتواء الجماعات المسلحة عبر بوابة افغانستان.ولا اتفق كثيراً مع من يزعم بان تاهيل طالبان كضد نوعي لمواجهة ايران وهذا خلاف الواقع والمتوقع بل حسب تصوري بان علاقة ايران والصين وروسيا ستكون غير عدائية مع الافغان اذا لم نقل ودية.تجربة طالبان الجديدة المرحب بها جزئياً رغم انقلابيتها هل ستكون فرصة لاحتواء وترويض الجماعات الاسلامية المتطرفة وزجها في العمل السياسي ومغادرة صفحة العنف والتطرف؟هل يتحول الذئب الى حمل وديع؟ ام الطبع غلب التطبع؟