الإنتخابات لعبة الكبار
الإنتخابات لعبة الكبار_كامل الدليمي
اشهر قليلة تفصلنا عن فصلٌ جديد من فصول مسرحية العملية الديمقراطية المتمثلة بالانتخابات ، تلك العملية التي تسمى لعبة الكبار لانها منحسرة بين مجموعة من اللاعبين الاساسيين لاتزيد عن عدد اصابع اليد هم من يتحكمون بالمشهد السياسية واللعبة الانتخابية بشقيها تنافسها الشريف وتزويرها المخزي ، الانتخابات تمثل ايام عصيبة تمر في المشهد السياسي والتي لايمكن ان نميز ان كانت حق من المواطن او تمثل وباء على الشعب المسكين الذي لم يحصد من العملية الديمقراطية منذُ انطلاقها سوى ورقتان ، اداهما شهادة الميلاد ، والاخرى شهادة والوفاة ، ومابينهما من زمن يُعَبر عن حقبة من الظُلم والبؤس والتردي وفقدان كل شيء يصل حد الاذلال ،ويبقى المواطن يحلم ويتطلع الى انتخابات نزيهه يحاول من خلالها تغير واقع الحال او التخفيف كحد ادنى من حجم التخلف والتراجع الذي اصاب كل موؤسسات الدولة ، لكن للاسف يكتشف في كل مرة انها فصل من مسرحية لاتعدوا ان تكون عملية الهاء للمجتمع بأسم الاستحقاق الوطني المجتمعي بحرية الاختيار لتنتهي بفائزين من نفس الكانتونات ذات الوعود الوهمية والاحلام الوردية ، قريباً سنشهد فصل جديد من تلك المسرحيةنتمنى هذه المرة ان تكون مختلفة وفق مانسمعه من تبني ورعاية دولية للانتخابات لضمان نجاحها والحفاظ على حق المواطن في التصويت ، ذلك يعني ان هناك بصيص آمل يحمل بين طياته آمال وطموحات شعب كاد ينفذ صبره ان لم يحصل على حقه في تغير من تسبب بوصوله لما هو عليه من حال بائس ، هذه المرة اتمنى ان يكون المواطن سيد المشهد ويقلب طاولة التوقعات من خلال مشاركة جماهيرية فاعلة يقطع من خلالها الطريق على كل من تُسوَّل لهُ نفسه ان يعبث ويتلاعب بصوت المواطن ، المشاركة الجماهيرية الواسعة في التصويت تمثل صرخة بوجه الظُلم والانتقال لمرحلة الوعي الشامل المبني على اسس حقوقنا ننتزعها ولا ننتظر من يمنحها لنا !!الانتخابات التي ترافقها حملة تخويف من إنهيار شامل واضطراب امني وقد تعاني العملية من ضغوط لغرض التأجيل كل تلك الامور تعبر عن حجم خوف المتنافسين ، لان تنافسهم خالي من الإنجاز إلا في محافظات معينة ، وممتليء بالوعود الفضفاضة التي اصبحت تمثل استفزاز حقيقي لمشاعر المواطن ، الفرصة مناسبة لكل من يحمل قضية حقيقية في داخله يحاول ان يعبر من خلالها عن امتعاضة من الاداء السياسي والخدمي والاقتصاديفليكن صوته رصاصة الخلاص من حالة انعدام الثقة والاكاذيب والانتقال الى حالة العمل والانجاز فليعلوا صوت الإنجاز على اصوات الوعود الانتخابية الكاذبة ومُطلقيها ، وليكن صوت المواطن بداية طريق الحرية واسترداد الحقوق ، ولنشارك جميعاً في انهاء لعبة الكبار وأحياء صوت المواطن ليكون سيد المشهد .