سوف يلتهمون بعضا بعضا ككلاب مسعورة
بقلم مهدي قاسم
استخدمت الأحزاب الطائفية الفاسدة وميليشياتها الإيرانية البلطجية ، التواجد العسكري الأمريكي في العراق ــ رغم قلة عدده و عدم تأثيره الكبير ــ فاستخدمته ذريعة وحجة ، بل جعلت منه مشجبا ، لتعلّق عليه مظاهر فسادها وحقيقة فشلها السياسي والإداري والسلطوي وخاصة في إدارة الدولة والحكومة الرشيدة و البناّءة ، ذلك الفشل الذريع الذي ولا زال مصحوبا بمظاهر الخراب المُريع والذي استمر منذ 18 عاما وحتى هذه اللحظة ..إذ أن هذه الأحزاب والمليشيات الإيرانية كانت تقول أن أمريكا هي السبب في عدم وجود الماء الصالح للشرب ، هي السبب في تلكؤ خدمات الكهرباء والصحة والتعليم ، هي السبب أيضا من ناحية تصاعد نسبة الفقر والبطالة .. والخ والخ. والآن ، بعد توقيع الاتفاق العراقي ــ الأمريكي والقاضي بسحب ماتبقى من التواجد العسكري الأمريكي من العراق حتى نهاية العام الحالي ، وهو الأمر الذي سيتم حتما ، ما لم يطرأ ظرف طارئ ، يحول دون حدوث ذلك ، فإن هذه الأحزاب وميليشياتها الإيرانية ( المنتشية بسكرة السلطة المجانية التي حصلت عليها مجانا من اليانكيين الأوغاد بهدف تدمير العراق حصريا فقط ، و المتهسترة بقوتها الباطشة وأموالها التي نهبتها من خزينة الدولة ) فإنها ستفقد هذا المشجب التبريرات والذرائع ، مع خروج آخر جندي أمريكي من العراق .. آنذاك .. نقول آنذاك ستبدأ هذه الأحزاب وميليشياتها المتسلطة بنهش والتهام بعضها بعضا ككلاب مسعورة ، عبر اتهامات ومصادمات وتصفيات وتخوينات متبادلة فيما بينها ، لكونها ستجد نفسها أمام قطعانها الساذجة عارية وسافرة إلا من مظاهر فسادها وعمالتها الفاضحة وبلطجيتها الدموية ضد المتظاهرين والناشطين المدنيين ، والدليل على ما نقول هو الصراع المحتدم بينها وبين التيار الصدري على مصالح ونفوذ وامتيازات سلطة وتشبث مستميت بمقاليد السلطة و الحكم إلى أبد الآبدين .