ماقل ودل
د.عبد الكريم الوزان
” أبو خيمة الزركة “!!مثل شعبي عراقي ، حيث يقصد بـ ( أبوخيمة الزركة ) أو ( القبة الزركة ) الله جل وعلا ، و السماء الزرقاء كناية عن خالق السماوات الله تعالى ، وجميع المخلوقات تعيش تحتها برؤية القائلين من البسطاء .هذا الوصف عارضه الكثير من رجال الدين مبررين ان فيه شرك و الحاد ” فالله عزّ وجلّ لا يوصف بأداة الكنية «أبو»! وإنما له الأسماء الحسنى لا يشاركه فيها أحد. قال سبحانه: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}.. والإلحاد في أسماء الله أنواع، ومنه: تسميته سبحانه باسم لم يسمّ به نفسه، ولا سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم . فلا يجوز تسميته سبحانه إلا بما جاء به الدليل؛ لأن في ذلك جرأة على مقام الربوبية والألوهية والأسماء والصفات في اسماء الله فله الأسماء الحسنى فادعوه بها”(1).( رباط سالفتنا ) اليوم هو رد احد الأطباء على استفسار صديق له يروم ان يتلقى التطعيم ضد فايروس كوفيد 19 ( كورونا ) والذي تمثل بـ ( خليها على أبوخيمة الزركة )!!. ومع ايماننا بالله القدير والذي باذنه يجري كل شيء ، لكن ليس مفترضا أن يكون جوابه غير مكتملا ، وكان الأجدر به طمأنته باجابة استشارية علمية متفق عليها دوليا ثم يرجع الأمر كله لرب العباد .وسائل الاعلام من جانبها تتعامل بإستحياء وبخجل ووجل في خطابها الاعلامي مع كيفية الاستجابة لموضوع التطعيم ، مما جعل الناس في حيرة من أمرهم حتى كثر اجتهاد البعض وباتوا علماء ومتفلسفون ووعاظ كل يفسر على هواه .ان ( فوبيا ) لقاح كورونا يتطلب توضيحات مقنعة غير مقلقة أو ضبابية ومن جهات مأذونة وموثوقة عبر حملة اعلامية كبرى تقوم بها وسائل الاعلام العامة والخاصة والمنظمات والمؤسسات التعليمية بكل مراحلها ، والجهات التي تتمتع بقدر من التأثير الاجتماعي وحتى رجال الدين ، وبمنآى عن الاعتقادات والاجتهادات ، وبدلائل وبراهين ، وفي المقابل يتحتم فضح المعلومات المضللة والأكاذيب والشائعات لأن هذا الموضوع اصبح مدار الرأي العام النشط الظاهر، وله مساس بالأمن القومي والمجتمعي.أتمنى على المعنيين بالأمر ايلاء اهمية خاصة وعاجلة واستثنائية ازاء هكذا تهديد كارثي ، وأن يخصصوا وقتا كافيا لتداركه أكثر من الوقت الذي يخصصوه للانتخابات الامنة والديمقراطية المنتظرة والحصة التموينية والوعود باضافة البقلاوة وعلي شيش ومحروك اصبعه ، وان لم يفعلوا فإن حسابهم عسير وعذابهم شديد ليس من الشعب وهو قاب قوسين أو ادنى فحسب بل من ( ابوخيمة الزركة)!!.