أهمية ضرب الحواضن بتوازِ مع ضرب الدواعش
بقلم مهدي قاسم
مجرد ما أن سحُقت عناصر داعش ميدانيا ودُحرت مهزومة منكسرة، حتى تضعضعت قوتها وسيطرتها ونفوذها الكبير ، لتنتهي على شكل شراذم وفلول هائمة و طريدة تائهة و ضالة في مجاهل كهوف وأنفاق وأطراف صحارى ووسط مستنقعات وأرض جبلية وعرة. لتضطر لخوض حرب فر وكر ، عادة ما يسقط ضحاياها من رعاة وفلاحين و صيادين وأطفال في الأسواق .ومن هنا نستطيع أن ندرك ونقدر أهمية الأرض ” الثابتة ” بالنسبة لهذه الفلول الإجرامية المنحطة إلى أسفل درك من وحشية مطلقة ، وكم هي بحاجة إلى حواضن ومضافات ، لتحافظ على وجودها الإجرامي ، و في نفس الوقت لكي تواصل أعمالها الإرهابية بقتل أناس مسالمين وأبرياء بين حين وآخر..و لهذا يجب توجيه ضربات ماحقة وساحقة لتك الحواضن والمضافات و ينبغي إن تُعامل وكأنها جزء لا يتجزأ من النشاط الداعشي الإرهابي الخطير كوباء ، و أن تتركّز الجهود والأنشطة الاستخبارية والأجهزةالأمنية الأخرى على كشف هذه الحواضن والمضافات ، بنفس من أهمية وضرورة التركيز على كشف الخلايا الداعشية النشطة والنائمة في جميع أنحاء العراق ..فلولا هذه الحواضن المتواطئة لما استطاعت عناصر داعش الحفاظ على تواجدها الإرهابي حتى الآن بعد هزيمتها الميدانية ، لكونها تحصل من هذه الحواضن على دعم لوجستي ومعلوماتي وخدمات خرائطية واستطلاعية ، فضلا عن المأوى و القوت والأمان والراحة ، وإمكانية الاختفاء لمدة طويلة ، بهدف استغفال القوات الأمنية ، بغية الإفلات من قبضتها الضاربة..