نقاط باردة على وقائع ساخنة !!
مازن صاحب
يكثر صخب الحديث عن مرحلة ما بعد اعلان السيد مقتدى الصدر الخروج من العملية السياسية وتداول بعض التغريدات بان التابعين هم ألبوم عرضة لمحاسبة القانون .لست مع الراي الفائل ان السيد مقتدى الصدر متقلب الهوى مزاجي الراي ..فقد خبر الحياة السياسية مقاوما للقوات الأمريكية ومشاركا في المشروع الأمريكي الذي اسس عملية سياسية قائمة على مفاسد المحاصصة فيما يدعو لمحاربة الفساد ويكرر طرح مفردة الاصلاح في أغلب تصريحاته .كما لست بصدد تعداد جروح العراق الناتجة عن اثام مفاسد المحاصصة..التي تجسد المشروع الأمريكي في شراكة إستراتيجية دائمة مع عراق ركب القطار الأمريكي منذ عقود مضت وخرج عن سكة الطريق ثم عاد اليها بالاحتلال المباشر عام ٢٠٠٣ .كل هذه الوقائع الماساوية يتحملها كل من تصدى لسلطان الحكم ومنهم السيد مقتدى الصدر كما يتحملها المواطن الناخب ..ناهيك عن شراكة امراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد وحتى الشوفينية القومية بكل تلك المآسي التي حدثت في عراق اليوم .السؤال لماذا الانسحاب في هذا التوقيت ..وهل سيكون الإنسحاب بديلا لظهور تيار عراق واحد وطن الجميع ؟؟ هناك اكثر من اجابة لكل منها زاوية نظر خاصة … تتعلق بشخص السيد مقتدى الصدر والتنظيم المدني لما وصفه في احد احاديثه الاخيرة عن ( المستقلين) داخل التيار الصدري.. الزاوية الأخرى طبيعة العلاقة التنظيمية لمؤسسة التيار الصدري كحزب سياسي بلا عنوان لمشروع دستوري غير ميراث والده ..الذي ربما أثقل ظهره في ادارة مثل هذا التنظيم من النظام الحوزوي الى نظام حكم مدني دستوري والفجوات التي يسقط فيها التيار ما بين الولاء الحوزوي والمسؤولية الدستورية في قبول كصكوصة السيد مقتدى بلا تأصيل منهجي حتى داخل التيار ذاته .الزواية الأخرى نوع العلاقة بين ميراث الاب وسلوك الابن في التعامل مع الحشد الجماهيري.. كون الابن يمتلك ميراث الاب لكنه لم يمتلك مركز المرجعية الدينية للاجتهاد التي تلغي وصاية مراجع اخرين على سلوكيات الابن .ورد الفعل الطبيعي الانقسامات الواضحة بخروج العصائب من معطف التيار الصدري .. وهناك شخصيات اخرى مثل ابو درع او غيره باتت لهم سلوكيات مجتمعية واقتصادية ربما لا تطابق بالضرورة ما يكرر السيد مقتدى الصدر الدعوة للإصلاح الشامل. السؤال الاخر. كيف يمكن غلق البوابة الدوارة لمفاسد المحاصصة داخل التيار الصدري ؟؟ هناك خطوات بسيطة تبدا بان يقدم كل من رشحه التيار الصدري لوظيفة درجة خاصة أن يكشف ذمته المالية ماقبل ٢٠٠٣ وما بعدها..ويذكر مصادر الأموال التي استحصل عليها الخطوة الثانية كشف جميع نشاطات اللجنة الاقتصادية للتيار الصدري كخطوة أولى لكي تكشف جميع اللجان الاقتصادية لبقية امراء الطوائف السياسية..على حد قوله ..شلع قلع .. امام الجهات الرقابية ولها والقضاء المختص التعامل مع جرائم مفاسد المحاصصة بعنوان عريض …لا أحد فوق القانون .الخطوة اللاحقة اعادة تنظيم التيار الصدري الى قاعدة شعبية وتيار تخبوي ..وقيادات مناطق ميدانية وتأسيس معهد تدريب للتنمية السياسية .. ومثل هذه الدعوة تشمل بقية القوى السياسية الفاعلة لاعادة النظر في الاجندات الحزبية وتحليل اصحاب المصلحة المجتمعية والاقتصادية والسياسية لادارة إستراتيجية الدولة العليا .مثل هذا التحول الاستراتيجي في امتلاك التيار الصدري لقرار عراقي عنوانه عراق واحد وطن الجميع.. . سيجعل امراء الطوائف السياسية الآخرين امام ذات الاستحقاق .خلاصة القول..انها ليست لحظة غضب جاءت بقرار طائش ..بل قرار غاضب في لحظة حلم ودراية سياسية … المعضلة ليست في اتخاذه بل فيما بعد القرار … هل يستطيع السيد مقتدى الصدر اعادة تشكيل تنظيم التيار الصدري بمواصفات حزب وطني لكل العراقيين ام يبقى يحمل فقط ميراث والده ..تلك قضية تحتاج الانتظار وليس اللجوء إلى تسقيط الاحتمالات بشتى الاتجاهات .. اتمنى ان يعي من هم في معية وحاشبة السيد مقتدى الصدر اهمية التبروء من مفاسد المحاصصة بالكشف عن ذمتهم المالية ما قبل وبعد ٢٠٠٣ وفهم اليات تأسيس حزب دولة ..وليس تيار حوزوي ..فالنظام السياسي في عراق اليوم مدني دستوري .. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!