قرار الغارات الجوية في العراق
د. فاتح عبدالسلام
لا يصدر تفويض من الرئيس الأمريكي بإطلاق أوامر الغارات الجوية على أي هدف محتمل في العراق محتمل ان يكون تهديدا لمصالح الولايات المتحدة، الا بعد استشارات متكاملة من البنتاغون والاستخبارات والدائرة الضيقة للرئيس، وهذا القرار ليس رد فعل لعملية قصف استهدفت أربيل بطائرات مسيرة قبل يوم من الغارات الامريكية وانما هو قرار لمعالجة وضع كامل تتعرض من خلاله اهداف أمريكية في قواعد عراقية او المنطقة الخضراء للقصف المتكرر بالصواريخ التي بلغت هجماته اكثر من اربع وأربعين هجمة.لا مجال لإبعاد العراق عن ساحة الصراع الإقليمي والدولي، لقد فات أوان ذلك أو ان الفرصة موجودة، ولكن الأطراف الجدية المتعاطية مع هذا الملف ليست في وضع استعداد لحسم قضية استغلال ارض العراق واجوائه في التصفيات الخارجية، كما أنَّ المسألة ليست بالتمنيات والعواطف والشعارات والخطب الحماسية حول السيادة. هناك قراءة دقيقة للوضع العراقي تحت عيون استخبارية وسياسية دولية معنية تؤكد انه أرضية مشتركة لأطراف الصراع، وإلا ما معنى أن تقع هجمات بالقصف على القوات الامريكية الاستشارية التي كانت قبل ثلاث سنوات تدعم بالغارات الجوية الحاسمة عمليات الحكومة العراقية في حرب تحرير المدن من قبضة داعش وتدمير التنظيم. هل ما زال من يوهم نفسه ان دولة عظمى في العالم من الممكن ان تكون بندقية مستأجرة، ترمى جانباً حال الانتهاء من خدماتها؟انّ كل شيء في العراق منذ ثماني عشرة سنة هو وليد النتاج العالمي لسياسات ومصالح وحروب، منظورة وأخري غير منظورةمن قبل الدول التي لا ترى ابعد من خطوات أقدامها، ولا تعمل إلا من اجل لقمة عيشها يوماً بيوم.المتاح من قراءة القرار الأمريكي الرئاسي الأخير المبلغ للبنتاغون، هو انّ هناك صفحة من الغارات السريعة ستكون رداً على أي تطور يكسر العلاقة بين العراق وامريكا كدولتين لهما مصالح وتفاهمات. وثمة تخويل كبير بيد الرئيس، حتى من دون دعم الكونغرس، يصل الى قرار خوض عمليات حربية واسعة ومستمرة تحت بند الدفاع عن النفس ومصالح الامن القومي الأمريكي.علامات الأسوأ واضحة في الأفق. ويبدو ان مؤشر الغارات وقصف الصواريخ ينحرف بتبادل ما بين سوريا والعراق.رئيس التحرير.