تقرير : حكام وقادة عرب يسعون للتشبث بالسلطة مدى الحياة
سلطت وسائل إعلام غربية الضوء على قيام بعض الرؤوساء وقادة الدول العربية بالتمسك بالسلطة لسنوات طويلة، وهي ما تمثلت مؤخرا بترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالترشح لولاية رئاسية جديدة.
وذكر موقع “دويتشه فيلله” الألماني في تقرير له أمس الثلاثاء، 5 شباط 2019، ان العديد من الحكام العرب يلجأون إلى التمسك بتلابيب الحكم والتشبث بكرسيه حتى آخر نفس، مبينا ان ثورات “الربيع العربي” نجحت في إنهاء حلم كان يراود العديد من الرؤساء العرب، وهو ” التوريث”.
وأضاف التقرير أن هناك ظاهرة أخرى، عادت لتطل برأسها من جديد، وهي تأبيد الرئاسة، وبرزت في الفترة الأخيرة بعد تصريحات رئيس البرلمان المصري،علي عبد العال، والتي أكد فيها ان اللجنة العامة بمجلس النواب وافقت على تعديلات دستورية اقترحها نواب الأغلبية، تسمح للرئيس عبد الفتاح السيسي بالبقاء في السلطة لما يصل إلى 12 عاما بعد ولايته الحالية، أي إلى عام 2034.
وانتخب السيسي رئيسا لمصر عام 2014، وأُعيد انتخاب قائد الجيش ووزير الدفاع السابق لأربع سنوات أخرى العام الماضي، وبهذا الشأن أفاد خبير العلاقات الدولية في “الأهرام الدولي”، أيمن سمير، أن تعديل الدستور “ضرورة ملحة للغاية”، ويفسر ذلك بأن مصر نجت بأعجوبة من آثار الفوضى التي أصابت كل البلدان العربية جراء ما أطلق عليه “الفوضى العربية”، وما يسميه غيره “الربيع العربي”.
وأوضح التقرير انه وفي الجزائر قامت أحزاب التحالف الرئاسي مطلع الشهر الجاري بترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (82 عاما) للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 نيسان المقبل، في خطوة تسبق على الأرجح تقديم بوتفليقة ترشيحه شخصيا، فيما لم يعلن بوتفليقة، الذي يحكم الجزائر منذ عام 1999 ويستخدم كرسيا متحركا للتنقل ونادرا ما شوهد علنا منذ تعرضه لجلطة في الدماغ عام 2013، إلى الآن قراره بالترشح، إلا أنه بالنسبة للأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى “لا يوجد أي شك” بخصوص ترشحه.
أما في تونس فقد أكد رئيس كتلة حزب حركة “نداء تونس” في البرلمان سفيان طوبال، الأسبوع الماضي، ان الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي (92 عاما) يحظى بالأولوية من قبل الحزب لترشيحه إلى ولاية رئاسية ثانية في 2019 إذا ما كانت له أي نية لذلك.
وفي السودان لم تثن الاحتجاجات ضد الرئيس عمر حسن البشير الذي تولى السلطة بانقلاب مدعوم من الإسلاميين عام 1989 عن الترشح لولاية ثالثة، ففي الثالث من شباط الجاري نفي القيادي بالمؤتمر الوطني السوداني عباس عبد السخي، وجود أي اتجاه داخل الحزب لعدم إعادة ترشيح رئيس الجمهورية البشير (75 عاما) في الانتخابات المقررة العام المقبل على خلفية اتساع حدة الاحتجاجات التي تطالب بتنحي الرئيس.
أما في سوريا، التي تشهد حربا ضارية منذ 2011 أوقعت أكثر من 350 ألف قتيل وأسفرت عن ملايين النازحين واللاجئين، فقد كان، وما يزال، مصير الرئيس بشار الأسد (53 عاما) عقدة المنشار التي تواجه أي جهود لحل الملف سياسيا، وشهدت البلاد أول انتخابات رئاسية في عام 2014، ومنذ عام 1971 وحتى 2014 كان يجري استفتاء على منصب الرئيس، الذي بقي فيه حافظ الأسد حتى وفاته في عام 2000 ثم نجح الأسد الابن بالاحتفاظ به حتى اليوم، وتنتهي الولاية الحالية للأسد في عام 2021
ويرى رئيس تحرير صحيفة “السياسة المصرية”، أيمن سمير، أن “الغرب لا يريد معاودة التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، بعد أن عاد عليه ذلك بالوبال: وصول الإرهاب إلى أوروبا وموجات اللاجئين”، وأضاف أن الغرب يدعم الوضع القائم في البلدان العربية، مستشهدا بزيارتي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر قبل أسبوع ووزير الاقتصاد الألماني المقرب من المستشارة أنغيلا ميركل على رأس وفد اقتصادي كبير.