توالت ردود الأفعال على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن بقاء قوات بلاده في العراق بهدف مراقبة إيران، والتي ساهمت في زيادة الضغط على حكومة عبد المهدي، التي تسعى إلى تطويق تداعيات هذه التصريحات.
وذكرت صحيفة “العرب” اللندنية في تقرير لها، اليوم الاثنين، 5 شباط 2019، انه خلال اليومين الماضيين عكست تصريحات كبار المسؤولين العراقيين وطأة الضغوط التي ضاعفتها تصريحات ترامب، حيث حاول رئيس الجمهورية برهم صالح، تعويم الموقف من تلك التصريحات، برفض مضمونها قائلا إن “واشنطن لم تستشر العراق في شأن نيتها مراقبة إيران انطلاقا من أراضيه”، لكنه أشار في نفس الوقت إلى أن الوجود العسكري الأميركي هو ضمن سياقات قانونية وباتفاق بين البلدين.
فيما أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن المجلس تلقى طلبا لإعادة تنظيم وجود القوات الأميركية في البلاد، مبينا أنه ستتم مناقشة الطلب خلال الفصل التشريعي المقبل، وتابع بالقول إن “العراق مازال يحتاج إلى جهود المجتمع الدولي في مكافحة الاٍرهاب”.
بينما أفاد النائب عن تحالف “سائرون” صباح الساعدي، ان “قانون إخراج القوات الأميركية من العراق أصبح ضرورة وطنية بعد تصريحات ترامب”.
وقال زعيم عصائب أهل الحق، إن “تصريحات ترامب تكشف حقيقة مشروع واشنطن في العراق”، وأردف ” لدى العراق مؤسسات عسكرية من جيش وشرطة وحشد وجهاز مكافحة الإرهاب، وهو يستطيع أن يخرج القوات الأمريكية من العراق حتى لو كانت تسعة آلاف فرد، بليلة ظلماء”.
وبحسب الصحيفة فانه “سيتعين على حكومة عادل عبدالمهدي، السير على حبل التوازن في العلاقة مع طهران وواشنطن اللتين ترتبط بغداد بكل منهما بعلاقات سياسية واقتصادية لا يمكن الفكاك منها في أمد قصير”.
وكانت إيران قد ردت في وقت سابق، على تصريح ترامب، وذلك على لسان سفيرها لدى بغداد إيرج مسجدي، الذي قال لعدد من الصحافيين على هامش فعاليات ملتقى الرافدين للحوار المنعقد في بغداد، إن على واشنطن الانسحاب من العراق.
فيما علقت الخارجية الإيرانية على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن بقاء القوات الأمريكية في العراق لمراقبة إيران، حيث أفاد المتحدث باسمها بهرام قاسمي، ان “العراق ليس المكان الذي يمكن لترامب وقواته مراقبة إيران منه”.
والاتفاقية الأمنية أو اتفاقية “الإطار الاستراتيجي” هي تلك التي وقعتها بغداد وواشنطن عام 2008 في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، ومهدت لخروج القوات الأميركية من العراق أواخر 2011 بعد ثمان سنوات من الاحتلال،وينظم الاتفاق علاقات العراق والولايات المتحدة في مختلف المجالات خاصة العسكرية والاقتصاية.
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال في تصريحات لقناة “سي بي أس” الأمريكية قبل يومين، إن “جزءا من القوات التي سيسحبها من سوريا سيبقى في العراق لمراقبة إيران، التي وصفها بـ “دولة شريرة” تشكل مشكلة للمنطقة، حسب قوله.