لقاح رأسمالي لقاح إشتراكي
نوزاد حسن
قالها عبد الحليم مرة في احدى اغانيه:الرفاق حائرون يفكرون يتساءلون وهذا حالنا لكن في صورة اقسى، واكثر وجعا.نحن نعاني من كل شيء، ونشعر بأننا ننتظر ما هو اسوأ.وفي تجارب الشعوب على مر التاريخ حكايات كثيرة تثبت ان شعبا بأكمله قد يتحول الى طفل صغير يخاف من حلول المساء. لسنا في وضع جيد لسبب بسيط هو ان السياسة ليست جيدة.وبعد كل هذه الخبرة الانسانية في تنظيم المجتمعات وبناء الدول نتعثر في اصلاح وضع البلد الذي انتهى الى هذا الحال البائس. الكل يعرف دوامة الاختلافات التي ندور تحت غبارها.اخر هذه الاختلافات الحديث الذي يدور عن اللقاحات وهل هي مضرة ام هي مفيدة.وحين تجاوز البعض هذه النقطة قفزوا الى منطقة خلاف جديدة.ايهما افضل اللقاح الامريكي ام اللقاح الصيني.؟وانا اترجم هذا الكلام بلغة اخرى هي:هل يأخذ الانسان اللقاح الراسمالي ام اللقاح الصيني.ثم يبدا الحديث عن امان كل من اللقاحين.ولا اعرف ان كان للهوى الاشتراكي او الراسمالي اثر في تفضيل هذا اللقاح على الاخر.انا اتحدث عن حقيقة واقعة.اننا نختلف في كل شيء، ونشعر بالمتعة ان خالفنا قرارات تصدر من هذه الجهة او تلك.ولا اجد شيئا من الغرابة حين يقل الاقبال على اخذ اي من اللقاحات مع عدم التزام واضح نراه في الشوارع.ما معنى كل هذا؟انه انقلاب المواطن المحروم على نظام سياسي اتصف بالانانية الواضحة.سيجيبك اي شخص تسأله عن سبب رفضه لاخذ اللقاح كأنه خبير في علم الوبائيات قائلا:قد يكون اللقاح غير آمن او منتهي الصلاحية، وغير ذلك من حجج رجل الشارع المليء بالغضب والانفعال.هذه هواجس ليست واقعية لكنها طريقة في اثبات الانسان لذاته وسط فوضى السياسة اليومية. ولا بأس ان يفضل البعض لقاح فايزر او غيره المهم ان يكون الاقبال كبيرا للخلاص من هذه الجائحة الخطيرة.اذن نحن نختلف في قضايا السياسة كلها، وقضايا الدين، والعملية السياسية، والقضايا الطبية ايضا.نلغي حقيقة العلم لاننا نتصرف كبشر تعرضوا لضغط فظيع قلل من فعالية العقل وجعله عرضة للشك.ان العراقيين يشكون في كل شيء.انهم يؤمنون بقضية واحدة هي ان الفساد موجود وان الجميع فاسدون.وان من يقترب من اي مسؤول فهو فاسد ايضا.انه جحيم الشك والرفض.ولا يمكن ان نخرج من هذه الدوامة قبل ان تتغير الامور بحيث يحس الانسان بانه يقف في مكانه الصحيح.