كيف يقرأ الفلسطينيون في سوريا الأوضاع في الأراضي الفلسطينية
الأمين العام لحركة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد وصف ما يجري في الأراضي الفلسطينية بأنه ثورة حقيقية، وقال لـ RT إن المعادلة الداخلية الفلسطينية لن تكون كما كانت عليه في السابق بعد كل ما جرى، وأوضح أن “المشهد في المرحلة القادمة سيكون لصالح قوى المقاومة أكثر مما هو لصالح النهج الذي كان يراهن على تسوية مع الاحتلال”.
وحول تفاعل الفلسطينيين في سوريا مع ما يجري قال عبد المجيد إن المخيمات في المهاجر تفاعلت بفخر مع ما جرى خلال الأيام الماضية من “حراك وطني في القدس والأراضي المحتلة عام 48 وتفاعل المقاومة في قطاع غزة وقصف عاصمة الكيان، ورأت فيها صفعة كبيرة لصفقة القرن والمحاولات الأمريكية والغربية مع بعض الدول العربية التي تحاول إعادة مسار المفاوضات”.
ويقول إن تلك “لثورة العارمة التي حصلت هي إنقاذ للقضية الفلسطينية من محاولات التصفية والنيل من الحقوق في مقدمتها حق العودة”.
وحول الصراع بين الفصائل الفلسطينية ودوره في تفجير الأوضاع، يقول عبد المجيد إن “انفجار الوضع في القدس والأراضي المحتلة ناجم عن عوامل عديدة أهمها العدوان والاعتقالات والتهجير كما في حالة الشيخ جراح والعيسوية والقدس، لكن كذلك هناك عوامل أخرى، ومنها حالة الإحباط واليأس من الفصائل الفلسطينية المتنفذة التي راهنت ولديها أوهام، ولا زالت تطرح طروحات تتعلق ببعض السياسات التي لم يوافق عليها شعبنا في ظل وحشية واعتقال مستمرين”.
ويرى أن حالة الإحباط من تلك القوى سواء في السلطتين في غزة والضفة وقيادة منظمة التحرير، “أدت إلى هذا الانفجار الشعبي الكبير ليعطي رسائل لكل الجهات: للعدو أو الدول التي طبعت معه، وللأمريكان أو حتى القيادات الفلسطينيثة التي تراهن على سياسات ثبت فشلها خلال العقود الماضية”.
وحول دور “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) وموقعها في المشهد الراهن، بعد ما جرى حي الشيخ جراح في القدس، قال عبد المجيد إن “حماس تصدرت المشهد الآن في القدس وفي أراضي 48 وفي تلبية نداء أهالي القدس في الدفاع عنهم من خلال إطلاق الصواريخ على عاصمة الكيان وعسقلان”.
ويرى أن الحركة كانت في مقدمة الصفوف في ذلك المشهد الفلسطيني وهو ما زاد من عزلة الرئيس وقيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، و”ظهرت أنها القادرة على أن تكون في المشهد الذي يمثل الفلسطينيين، وما حصل أن حماس نجحت في سياساتها التي أعادتها إلى الصدراة في وقت كانت قد تراجعت سابقا نتيجة تراجع حركة الإخوان المسلمين التي كانت تحاول السيطرة على عدد من البلدان في الشرق الأوسط”.
وعن مآلات الأحداث وفي أي اتجاه يمكن أن تتطور، قال عبد المجيد إن التنبؤ بذلك غير ممكن بدقة، فكل الاحتمالات مفتوحة، وخاصة احتمال استمرار الحراك الفلسطيني إلى أن تكون هناك انتفاضة عارمة، وأعرب عن اعتقاده بأن “التصعيد قد يستمر لفترة ليست طويلة لأن نتنياهو وحكومته سيحاولون توظيف ما جرى لإنقاذه وإنقاذ اليمين من مأزقه من أجل تشكيل حكومة أو الذهاب إلى انتخابات لوضع جديد”.
وأشار عبد المجيد إلى أن “فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني مصممان على مواصلة الانتفاضة ، لكن قد تحصل تهدئة في الوضع العسكري الميداني بين غزة والكيان نتيجة ضغوطات أو وساطات، وهذا لا يعني أن تتوقف الانتفاضة الجماهيرية، إذا لم يتراجع العدو عن إجراءاته في الشيخ جراح والعيسوية وباب العامود والأقصى، وإذا لم يعلن العدو تراجعه عن هذه الخطوات فالانتفاضة ستستمر أكثر في الفترة القادمة”.
وفي جميع الأحوال، يرى عبد المجيد أن ما جرى جعل الفلسطينيين يلتفون حول قوى المقاومة والأخيرة لن تقبل بالسير والدور الذي كانت تلعبه السلطة في السابق في توظيف الوضع الفلسطيني لمسار سياسي، ويقول إنه وبعد كل ما جرى “أعتقد أن المعادلة الداخلية الفلسطينية لن تكون كما كانت عليه في السابق” ويضيف أن “قوى المقاومة لن تسمح بعودة الأمور إلى الوراء وسيكون المشهد في المرحلة القادمة لصالح قوى المقاومة أكثر مما هو لصالح النهج الذي كان سيراهن على تسوية مع الاحتلال”.