مقالات

مقالب..لكن ضد مَن؟

د. فاتح عبدالسلام

الكاميرا الخفية او المقالب التي يتم فيها ترويع شخصيات فنية او رياضية من اجل انتزاع اهتمام الجمهور، وصلت الى حد من الضحالة والاسفاف والاستخفاف بمشاعر الناس لا يمكن قبوله ، لكن الفوضى الاعلامية لا تزال على اشدها في بلدنا من خلال الاحتماء بواجهات وشعارات منحوها قدسية وسلطات غير عادية في التأثير على الرأي العام. في دول العالم توجد برامج شهيرة تستخدم مقالب الكاميرا الخفية، من خلال الدلالة اللماحة في المعنى والمتعة وخفة الدم وبطريقة تنتمي الى السهل الممتنع من اجل شد انتباه الجمهور وامتاعه بدهشة مستنبطة من الحياة اليومية المعاشة.مقالب رامز المستهجنة القائمة على بث الفزع والترويع والعرض الصاخب، بدأت تنتقل الى برامج في قنوات عراقية استخدمت اسلوباً أكثر قسوة في اضطهاد انسان معين من اجل صنع مشهد تلفزيوني للملايين.هل يدرك القائمون على تلك البرامج او الذين يجيزون عرضها في البلد ان اعادة تجسيد شخوص ورايات تنظيم داعش مهما كانت الغاية نبيلة في ادانة ذلك انما تبث الذعر بين الناس لاسيما ان المدن والقوات العراقية العراقية لا تزال تتعرض لعمليات ينفذها تنظيم داعش نفسه الذي تتكلم عنه برامج المقالب على انه من صفحات الماضي فيما انه لايزال موجودا في مناطق نائية واحيانا مأهولة.لا توجد رؤية اعلامية يمكن التوقف عندها في برامج باتت علامة سيئة على مسارات اعلامية تتعدد وتتمدد.الاعلام فن وجهد نوعي وابتكاري ولا يستطيع ولوج هذا العالم الا من امتلك تجارب حقيقية في العلم والفن والاداء فضلا عن الموهبة والفرادة الشخصية. ما نراه بعد ثماني عشرة سنة لم يعدد ينتمي الى الحاجة للخلاص من الكبت السابق ،لأن الوقت كان كافياً لتصنيع ادوات اعلامية بمستوى عال، وعدم الركون الى ادوات مشتقة من المؤسسات والتنظيمات السياسية وسواها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى