كورونا والتلقيح والوعي
حسن السلمان
بعد أن نجحت الشركات الطبية العالمية بإيجاد أكثر من لقاح فعال مضاد لفيروس كورونا الذي اصاب الملايين وفتك بمئات الآلاف من البشر وتوفره في أكثر بلدان العالم ومنها بلادنا، نرى، وبشيء يدعو إلى الاستغراب فعلاً عزوف الكثير من المواطنين عن تلقي هذه اللقاحات على الرغم من معرفتهم بمدى خطورة هذا الفيروس وحقيقة وجوده التي لاتقبل الشك، لأسبابٍ وداوع ٍ لاحقيقة لها مفادها أن اللقاحات لها تداعيات صحية سلبية على المدى القريب والبعيد، وهي في حقيقة الأمر مجرد شائعات وتخرصات فندتها منظمة الصحة العالمية ومراكز البحوث الطبية المتخصصة، وعلى مايبدو أن مخاوف الكثير من المواطنين وعزوفهم عن تلقي اللقاحات يعود بالدرجة الاساس إلى مسألة الوعي المتدني لدى البعض، وتصديقهم الأعمى لكل مايقال من أكاذيب وشائعات يطلقها البعض من اصحاب الأغراض الخبيثة والجهلة إلى درجة أن البعض من هؤلاء مازالوا غير مصدقين حتى هذه الساعة بوجود فيروس كورونا وسلالاته الجديدة، لذا فالمطلوب من وزارة الصحة والإعلام بجميع أشكاله وصوره المرئية والمسموعة والمقروءة القيام بحملة تثقيفية صحية كبرى بضرورة تلقي اللقاحات عبر الندوات المكثفة والزيارات التوعوية المتكررة إلى جميع مناطق البلاد، وخصوصاً المناطق الفقيرة النائية التي يتدنى فيها مستوى التعليم والوعي وتوافر الشروط الصحية والمعيشية اللازمة لتبيان سلامة وأمان وفاعلية هذه اللقاحات ووجوب تلقيها، ومن مقتضيات إسقاط الحجة وتبديد المخاوف لمن يتذرع بعدم أخذ اللقاح كون اغلب كبار المسؤولين وخصوصاً من يعملون في السلك الصحي لم يلقحوا انفسهم فينبغي مبادرة هذه الملاكات المتقدمة بأخذ اللقاح علناً لإسقاط الحجج والذرائع الواهية وقطع الشك باليقين، فبغير تلقيح مانسبته ثمانون بالمئة من مجموع سكان المجمتع حسب ما أعلنته الدوائر الصحية المتخصصة، لن يقضى على الفيروس، أو يتم تحييده على اقل تقدير، ولن تعود الحياة إلى طبيعتها مثلما كانت، خصوصا وأن وزارة الصحة قد وفرت اكثر من لقاح معتمد عالمياً، وفتحت مئات المراكز الصحية الخاصة بالتلقيح عبر آلية في غاية البساطة والانسيابية وبشكلٍ مجاني، وهي فرصة من ذهب ينبغي استغلالها على أتم وجه بدلاً من العيش في قلق وخوف وترقب وتردد وخسائر في الأرواح والأرزاق ورهان خاسر على “لقاح الوقت” الذي سيكون مصيره الفشل في إيقاف زحف هذا الفيروس الفتاك القاتل.