“حرب التصريحات بين وزير ووكيل”.. الوسط الثقافي ينقسم على نفسهِ
شهد الوسط الثقافي مساء يوم الجمعة والموافق 23 من نيسان الحالي احتدام التصريحات المعلنة بين وكيل ووزير وزارة الثقافة والسياحة والآثار بشكل علني، بعد أن كانت تنعم بالحرب الباردة المتمثلة بمغازلة إعلامية على صفحات التواصل الاجتماعي وتراوحت بين إعلان سحب الصلاحيات الإدارية وقطع المستحقات المالية للوكيل الأقدم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار، وبين إصدار أمر وزاري بعقوبة الإنذار من وزير الثقافة الدكتور حسن ناظم بحق الوكيل الأقدم الدكتور جابر الجابري .
حتى جاء كتاب وزير الثقافة والسياحة والآثار إلى وزارة الخارجية العراقية بزيارة الشاعر سعدي يوسف هو القشة التي فجرت الاحتدام الإعلامي بين الطرفين وتلقت الوكالات الإخبارية على اثرهِ البيانات الصحفية من كلا الطرفين ناهيك عن انقسام الوسط الثقافي بين مؤيد وشاجب وبين ناقد ورافض وتعاقبت صفحات التواصل الاجتماعي لمسؤولين سياسيين بمقالات أثرت الوسط الثقافي لتظهر مدى المتابعة الثقافية للمجتمع العراقي ومقدار اهتمامه برموزه الثقافية والدينية، ورغم كل الأوضاع التي يمر بها العراق من ظروف سياسية واقتصادية وأمنية إلا انه اثبت إن لوزارة الثقافة أهميتها في قيادة المشهد العراقي سواء داخلياً او خارجياً .
وأكد الجابري عبر موقعه الرسمي رفضه لموقف الوزير لتكريم رمز الطائفية ومثير الحقد والكراهية سعدي يوسف بعد تطاول الأخير في كتاباتهِ بالإساءة للرموز الدينية ومعاقل الوحدة الوطنية والإنسانية وتطاوله على أية الله السيد علي السيستاني ولم يكتفي الجابري بالرفض وإنما دعا الوسط الثقافي لرفضهِ وعدم الكيل بمكيالين مع المبدعين الذين وظفوا إبداعاتهم لإشاعة التسامح والحب بين العراقيين.
من جانب أخر رد وزير الثقافة والسياحة والآثار ببيان مطول كان ابرزه تبيان أهدافهِ لارسال رسالة عبر كتابه برعاية سعدي يوسف انه يسعى لهدف ابعد من رعاية سعدي، واصفاً إياه بالمريض، وان العراق لا يخذل أبناءه في الملمات، معترفاً في مقاله المطول بالخطأ لسعدي في الكتابة واصفاً إياها (بالتخاريف لرجل في أرذل العمر) ومستشهداً بمقالهِ لرموز أدبية وشعرية راحلة كان لها مواقف لا تتماشى مع توجهات المجتمع وإنسانياته ودياناته ولكنهم بقوا رموزاً أدبية ومنهم ما زال يحظى بتماثيل في ساحات وسط العراق موضحاً (اليوم تصرفت كوزير دولة جديدة وليس كناقد للشعر وان ما سيبقى من سعدي هو شعره وليس كتاباته المليئة بالاحقاد والخرافات)
خاتما مقالته المطولة بتكرار مقولة ادبية (لدى سعدي ابداع كبير لا ينسى سيبقى بعد ان يزول ونزول وتزول تخاريفه وتنسى ، هدفي ابعد من العانية بسعدي ، ابعد من رعاية مريض ، ابعد من الآني الذي يحف بنا)
على صعيد متصل لم تكن هذه الكتابات المطولة شفيعاً لإيقاف سيل الآراء للشارع العراقي والوسط الثقافي الرافضة لرعاية سعدي خصوصاً بعد ان تناقلت مواقع لتواصل الاجتماعي مواقف سعدي يوسف بسب رسول الله صل الله عليه واله وصحبه وسلم وتهكمه على نبي الله وعلى السيدة عائشة في قصيدته الأخيرة (عيشة بنت الباشا) وحصوله على جائزة قدرها عشرة الاف دولار في مصر عن شعره بهجاء النبي الأعظم والرمز للأمة الإسلامية وخصوصاً توارد هذا الحدث في شهر رمضان الكريم شهر الطاعات والتضرع لله ليكون هذا الحدث خبراً استفزازياً لمشاعر امة المليار ونصف في العالم الإسلامي .
من الجدير بالذكر إن هذا الحدث لم يخلوا من مواقف سياسية كان أبرزها مطالبة النائب الأول لرئيس مجلس النواب السيد حسن كريم الكعبي وزير الثقافة بسحب وإلغاء الكتاب المرسل منوهاً في تصريحه ( يبدو إن الاخوة في وزارة الثقافة لم يطلعوا إلى كتابات وقصائد الشاعر سعدي يوسف ومحاولاته للنيل والإساءة من النبي الكريم محمد صل الله عليه واله وصحبه وسلم داعياً الوزارتين الخارجية والثقافة إلى تقديم الدعم إلى الأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين أصحاب الكتابات النيرة والواعية التي تحترم الوطن والمواطن سواء داخل أو خارج البلد .
تحقيق / إنعام العطيوي