مقالات

الفراغ مقدمة للضياع

يوسف السعدي

الفراغ هو ان يكون الانسان غير مشغول ظاهراً بعمل سواء، كان فراغاً روحياً او فراغاً بدنياً يشعر فيه بحالة من حالات الضياع.ضياع الهدف هو السبب الأساسي في الكثير من المشاكل وهو حالة عدم الشعور بأي مسؤولية ناشئة من فراغ، وإذا لم تُحل تبقى هذه المشكلة وقد تنتفخ وتكبر وتولّد مشاكل اخرى جانبية، خصوصاً عند بعض الفئات الشبابية التي تشعر بأنها تريد ان تعمل وتشعر بأن عندها طاقة وتريد ان تفرغ هذه الطاقة بعمل، وإذا لم يُشغل وقتهُ بشيء نافع، فإنه سيشغله بشيء مُضرّ به وبالآخرين.شاب في مرحلة الفتوّة والنضوج يشعر بالفراغ هناك حاجات يُريدها لكنه غير قادر على تلبيتها لنفسه، لذا تراه إما يقضي وقتهُ بالنوم وهو سيتحول الى حالة من التوتر دائماً. كُل انسان إذا لم يشعر بأنهُ مُنتج سيتعب، لابد من ان يشعر انهُ منتج وانهُ نافع فعلا ً، لكن البعض قد يكسل او يكسّل نفسهُ كحالة من التعطيل يقضي وقتهُ بالنوم وإذا لم يتمكن من النوم سيستعمل بعض الوسائل التي تنوّمه قهراً وشيئاً فشيئاً سيتحوّل من حالة ضياع الى حالة إدمان.إذا كان عندهُ فراغ وليس لهُ عمل يُحاول ان يكسب من طريق غير شرعي ويحاول ان يُفرغ هذه الطاقة بأمور اخرى تضر نفسهُ وتضر المجتمع، عملية الفراغ عملية مدمرة الإنسان العامل نفسهُ عندما يجلس في البيت يومين او ثلاثة بلا عمل، تراه منزعج ومتوتر لأنه تعود على ان يُنتج، فكيف إذا كانت حالة الفراغ عند الشاب دائمة؟حل هذه المشكلة تكون مسؤولية الجهات المعنية والفردالحالة الاولى على الجهات المعنية ان تستوعب الناس الذين يعيشون حالة الفراغ، فحالة الفراغ تؤدي الى امور لا يحمد عقباها، عليها ان تتصدى لاستيعاب من يعيش حالة الفراغ.الحالة الثانية الشخص الذي يشعر بالفراغ يحاول ان لا يجعل نفسه فارغاً دائماً، وان لا يكون في حالة ضياع يعني لا يوجد عنده هدف حقيقي يسعى له، مثلا ان يعمل على تطوير نفسه في الجوانب التي يشعر ان عنده ضعف فيها.المهم ان لا تكون اسيراً للفراغ، إذا كُنت اسيراً للفراغ ستضيع أكثر، لا بد لك ان تنتبه ولا تكون غافلاً عن الأمراض التي يوجدها حالة الفراغ، لأن يعيش حالة الوحدة والفراغ ويحاول ان يرتّب وضعهُ بطريقة تسيء لنفسه وتسيء الى المجتمع.لابد ان تُفتح الابواب امام من يعيشون في الفراغ اجل استيعابهم هذا واجب من يتولى المسؤولية، مع ذلك على الشاب ان لا يستسلم لحالة الفراغ ويكون اسيراً الى امور اخرى قد تؤدي به الى ما لا يحمد عقباه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى