إلى متى تصفية حسابات أجنبية على الأرض العراقية ؟!
بقلم مهدي قاسم
كلما تشتد الخلافات وصراع المصالح و النفوذ بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل أو أي دولة أخرى من جهة وبين النظام الإيراني من جهة أخرى ، هذا فضلا عن صراعات فئوية ذات أجندة أجنبية أو منافسات انتخابية ، تكون الأرض العراقية هي الميدان المختار والمحدد لممارسة أو تنفيذ هذا الصراع مما ينتج عن ذلك من سقوط ضحايا وحدوث أضرار مادية كبيرة ..فضلا عن انتهاك السيادة العراقية التي هي منتهكة أصلا بدون هذا !..والسبب اختيار للعراق ميدانا أوجبهة لمثل هذه التصفيات الدموية و التخريب المادي هو وجود فئات عراقية متعددة و مختلفة مشارب ومغارب تبعيةِ و ميولا و التي آلت على نفسها على أن تكون وسائل وأداة تنفيذ لآلية هذا الصراع بغية خدمة المصالح الأجنبية في العراق، بالطبع نيابة عنها ..بل حتى يمكن أن القول ربما بدون مبالغة كبيرة عن هذه الفئات والمجموعات التخادمية على أنها أشبه بطابور خامس طليعي في العهود الماضية والتي خدمت أطماع الدول الأجنبية ونشرت نفوذها ولعبت دورا فعالا في ترسيخ هذا النفوذ الأجنبي وحمايته في أحيان أخرى ..ولعل ظاهرة الصواريخ التي تُطلق على السفارات بين حين وآخر وقصف مطار أربيل مؤخرا ، ثم تفجير سيارة مفخخة في منطقة الحبيبية يوم أمس ، كل هذا وما قبله أيضا من عرض عضلات مجموعات أو ميليشيات مدججة ومنفلتة و تصعيد هجمات عصابات داعش الإجرامية ــ فكل هذه المجموعات أو المجاميع التي هي محلية الانتماء وأجنبية الصنع ـــ تدخل ضمن إطار هذا الصراع الأجنبي على أرض العراق ، وفوق ذلك ، تجري وتنُفذ بأيد عراقية و سقوط ضحايا عراقيين و حدوث أضرار مادية عراقية أيضا ..لذا فلا يمكن للدولة العراقية أن تستعيد سيادتها وهيبتها وتصون أرواح مواطنيها وأولية مصالحها بدون تهميش وتحييد هذه المجموعات المنفلتة و المافيوية الإجرامية والداعشية الإرهابية ، وتحذير هذه الدول المتصارعة من مغبة استخدام العراق حلبة لخوض صراعاتها السياسية والأمنية منذ سنوات طويلة..ما عدا ذلك مجرد جعجعة بلا طحين مع كثرة رماد وطين !..