رمضان والفرصة السانحة
د. فاتح عبدالسلام
بدل ان يكون شهر رمضان مناسبة للتسويات والتفاهمات السياسية في بلد أرهقته المهاترات حتى نالت من مرتكزات كثيرة في سلمه الاجتماعي في خلال ثماني عشرة سنة، نجد ان التراشق الإعلامي بات على اشده بين النواب العراقيين بشأن ملفات تقع في صلب مهمات وجودهم كممثلين عن الشعب المغيب. لقد مل العراقيون هذه المهاترات والاتهامات ولم يعد أحد مهتماً بها سوى السياسيين لاسيما في المواسم الانتخابية. هناك خلط أوراق في اية قضية يثيرها سياسي وتلقى غضب آخرين، حتى تضيع القضية الأساسية عن الناس وتبقى بيانات التخوين والاتهام والتهديد. المسألة ليست حول ملف المغيبين وهم من شباب المدن المحررة، ولكن سبقها حملات في الاتهام والهجوم بشأن الموازنة والعلاقة المالية والنفطية بين الحكومة في بغداد وإقليم كردستان . نعي جيدا ان هناك هامش في الديمقراطية النيابية يحتمل المناكفات، لكن الوضع العراقي فيه ملفات جوهرية لا يمكن ضمها الى حزمة المهاترات ولابد ان يكون هناك موقف حكومي وبرلماني وسياسي عام منها من اجل حسمها، وجعل البلد يبدأ على سكة جديدة. من سيشرع في الخطوة الأولى لتسوية كل الملفات المعلقة، لقد سمعنا تصريحات من رئيس إقليم كردستان في خلال زيارته الى الفعاليات والقوى السياسية في بغداد انه بصدد البحث عن حلول نهائية عبر الحوار من اجل الاستقرار بين بغداد واربيل. وهذه الدعوة نحتاجها لمواجهة المتروك على الطاولة من قضايا او ربما المنسي ايضاً، في حين ان ذاكرة الشعب لا يصيبها العطب الذي يصيب ذاكرة وادمغة السياسيين، الذين نراهم في كل ازمة يهربون الى امام تاركين المآسي تتراكم امام طريق البلد نحو استعادة عافيته .