كشف سر الجنين المخفي في قبر أسقف محنّط شهير منذ نحو 350 عاما
حيّر أسقف مدفون مع جنين بين ساقيه منذ ما يقرب من 350 عاما علماء الآثار، منذ اكتشافهم إياه عام 2012.
وتزعم دراسة جديدة أنها قدمت أخيرا بعض الإجابات عن سبب وفاة الأسقف البارز بيدر وينستروب، الذي دُفن في سرداب في كاتدرائية لوند بالسويد، مع جثة أخرى صغيرة مخبأة بين ساقيه.
ويشتهر وينستروب بأنه كان أسقفا بارزا لكنائس السويد والدنمارك في القرن السابع عشر، ووقع تحنيطه بعد وفاته عن عمر يناهز 74 عاما عام 1679 ودُفن في قبو عائلي في كاتدرائية لوند السويدية.
وأتيحت الفرصة لعلماء الآثار لدراسة رفاته في عام 2012 وصُدموا عندما وجدوا جنينا لم ينمُ بشكل كامل بحيث ولد بعد خمسة أو ستة أشهر من الحمل، مدفونا بين ساقيه.
ويبدو أن بقايا الطفل كانت مخبأة خلف الأرجل وفي بطانة التابوت كما لو أن شخصا ما لا يريد أن يلاحظه الآخرون.
وهذا النوع من الدفن ليس غير معتاد من حيث علم الآثار إذا كان مرتبطا برفات أنثى وهناك أمثلة أخرى في كاتدرائية لوند. ومع ذلك، فإن قرار وضع الجنين مع الأسقف حيّر الخبراء.
وقال عالم الآثار توربيورن أهلستروم، الذي عمل في التحقيق الجديد: “لم يكن من غير المألوف وضع الأطفال الصغار في توابيت مع البالغين. وربما يكون الجنين وضع في التابوت بعد الجنازة، عندما كان في قبر مقبب في كاتدرائية لوند وبالتالي يمكن الوصول إليه”.x
وأضاف: “إن وضع التابوت في قبو شيء، لكن وضع الجنين في نعش الأسقف شيء آخر تماما. جعلنا نتساءل عما إذا كانت هناك علاقة بين الطفل والأسقف”.
ووقع أخذ عينات من الحمض النووي من كل من الجنين والأسقف وعثر على تطابق بنسبة 25 % بينهما. ثم خلص فريق البحث إلى أن الجنين كان على الأرجح حفيد الأسقف.
ويتشارك الجسدان في كروموسوم Y الذي يمكن أن ينتقل من الأب فقط.
وقاد هذا العلماء إلى الاعتقاد بأن المولود الميت هو ابن ابن وينستروب. وقال أهلستروم: “نعلم أن الأسقف كان لديه ابن واحد من زواجه الأول نجا حتى سن الرشد. وكان اسمه بيدر بيدرسن وينستروب”.
وتشير السجلات التاريخية إلى أنه تزوج من امرأة ثرية تدعى دوروثيا سباري، لكنهم خسروا كل أموالهم عندما استعاد التاج السويدي الأرض الممنوحة للنخبة.
ولا يُعرف أن وينستروب الصغير أنجب أي أطفال وتوقفت السلالة عنده. وربما وُضع الجنين في نعش الأسقف كإشارة رمزية.
وأوضح علماء الآثار في ورقتهم البحثية: “مع وضع نتائج تحليل الحمض النووي القديم في متناول اليد وعلم الأنساب، كان الشخص الوحيد القادر على توفير قريب من الدرجة الثانية لبيدير وينستروب من خلال النسب الأبوي هو ابنه بيدر”.
وتابعوا: “إن جنين الصبي الموضوع في التابوت يمكن أن يكون حفيد الأسقف. ويبدو من المحتمل أن الأقارب تمكنوا من الوصول إلى القبو حيث تم وضع توابيت عائلة وينستروب، وبالتالي، إمكانية إيداع الجنين في أحد التوابيت، وفي هذه الحالة وضع في تابوت الأسقف بيدر وينستروب”.
المصدر: ذي صن