صالح: المنظومة السياسية لا تفي بمتطلبات الشعب العراقي ونحن بحاجة لحوار وطني
قال الرئيس العراقي، برهم صالح، إن منظومة الحكم في البلاد في حاجة إلى مراجعة بنيوية “لأنها لا تفي بمتطلبات العراقيين”.
وذكر صالح، في لقاء متلفز: “لنكن صريحين وأنا أتكلم كرئيس للدولة العراقية وأقولها جهارا نهارا وبكل صراحة ودون تردد هذه المنظومة لا تفي بمتطلبات العراقيين لأن فيها خللا بنيويا”.
وأضاف: “العراقي يستحق حياة أفضل وخدمات أفضل ونظاما تعليميا أفضل وتمثيلا أفضل في الحكم، حقيقة، عقد اجتماعي جديد”.
وتابع: “ما حدث في 2003 كان لا شك نقطة تحول في التاريخ العراقي. تبنينا دستورا ارتضاه العراقيون لأنفسهم فيصلا في انتخابات صوت عليها العراقيون، ولكن بعد التجربة تبين أن فيها مكامن خلل ليست قليلة”.
وأردف برهم قائلا: “اذهبي إلى محافظات الجنوب اذهبي إلى الناصرية اذهبي إلى العمارة أو البصرة وغيرها من المحافظات حالة الخدمات حقيقة مؤلمة جدا”.
حوار وطني
وأوضح الرئيس العراقي، أن البلاد في حاجة إلى حوار وطني، مضيفا: “يجب أن نقر بأن المنظومة الحالية لا تفي بالغرض لا تفي بواجبها، نعم نحن بحاجة إلى حوار وطني، نجلس على طاولة مستديرة ونتحدث في عمق هذه المسائل، أين الخلل؟”
وأضاف: “هذا البلد بلد النفط وبلد الماء والخيرات والزراعة والمواقع الأثرية الكبيرة، وهذه الكفاءات النيرة الموجودة في بلادنا، العراقيون يستحقون أفضل”.
وحول نقل التجربة اللبنانية في العراق، قال الرئيس: “لا أريد أن أدخل في متاهات التاريخ فلبنان كانت في فترة من الفترات منارة للشرق ككل، للتعايش والتسامح والتعددية”.
وأبرز: “بالنسبة لي العقد الاجتماعي الجديد، الدستور الذي ارتضيناه في العراق عام 2003 كان مبنيا على توازنات معينة، وعلى رؤى معينة، ربما الطرف الكردي والطرف الشيعي إن صح التعبير كانوا أطرافا أساسية في صياغة ذلك المشروع، لكن الطرف السني مرة أخرى أقول إن صح التعبير لا يمكن أن يختزل في هذه العناوين، لظروف معينة كانت لهم تحفظات أو على الأقل قسم منهم فانتهينا إلى الإرهاب وإلى الحروب والعنف والصراعات”.
وأبدى برهم صالح، في الحوار ذاته، رغبته في التأسيس لوضع جديد، قائلا: “نتحدث عن التقصير والخلل لكننا أيضا نقيم الأمور في سياقاتها، نحن نريد أن نبني، ونؤسس لوضع جديد، نستوعب الدروس من التجربة السابقة”.
وذكر: “منظومة الحكم مرة أخرى بحاجة إلى مراجعة بنيوية، فالكردي له ظروفه الخاصة، وأهل الجنوب لهم وضعهم الخاص، والمناطق الغربية لها وضعها الخاص، انتماءاتهم نعتز بها، لكن في نفس الوقت التوافق على مشروع دولة مقتدرة قادرة على فرض القانون على الكل، وقادرة على حماية سيادة البلد.. يجب أن يكون أساس المشروع الوطني”.
وأكد أن “العراقيين بمختلف تكويناتهم ورؤاهم ينظرون إلى هذا على أنه أساس المشروع الوطني، وأساس الحل لتجاوز أزمات الماضي”.
وبشأن التدخلات الخارجية، قال الرئيس العراقي إنها “تحدث من خلال أنفسنا، لا يأتون بالجيوش بالضرورة ليتدخلوا في أمورنا، كما يحدث في كثير من البلدان”.