المريخ يقترب من نجوم الثريا في ظاهرة فلكية نادرة
تشهد سماء البلدان العربية اليوم الأربعاء، بتاريخ 3 مارس/ آذار 2021، وقوع كوكب المريخ بالقرب من عنقود الثريا حيث سيفصل بينهما 2.6 درجة، وهو أقرب اقتران لهما منذ 30 عاماً.
وهذه الظاهرة الفلكية لن تتكرر مرة أخرى بذات المسافة الظاهرية حتى 4 فبراير/شباط 2038.
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أنه سيكون من السهل رؤية كوكب المريخ بالعين المجردة على الرغم من خفوت لمعانه مقارنة بالأربعة أشهر الماضية، ولكن هناك حاجة لاستخدام المنظار أو التصوير لرؤية نجوم الثريا، وهو عنقود نجمي، قرب الكوكب الأحمر من داخل المدن، وذلك وفقاً لبيان الجمعية الفلكية بجدة عبر صفحتها على “فيسبوك”.
ويمكن رصد اقتران المريخ بعنقود الثريا بواسطة المناظير، ومن خلالها سيظهر المريخ والثريا في مجال الرؤية ذاته، بالإضافة إلى ذلك يعد الحجم الكبير للثريا مناسب للمناظير التي تكشف عن العديد من النجوم الخافتة المرتبطة بالعنقود النجمي، واحتوائها كلها في منظر واحد، وفقاً للبيان.
وأشار البيان إلى أن الاقتران سيكون جذاباً للتصوير الفلكي، إذ أن المريخ وعنقود الثريا لامعان بدرجة كافية لتصويرهما بواسطة الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية، ومن خلال عدسة ذات طول بؤري يبلغ 200 ميليمتر مع كاميرا رقمية بحساس بنظام “APS-C”، سيكون التصوير جيدًا.
ويرصد المريخ في الوقت الحالي بالأفق الغربي في كوكبة الثور بالقرب من نجم الدبران الأحمر، ومن السهل التمييز بينهما على الرغم من التشابه النسبي في اللون والسطوع، فالنقطة الحمراء العلوية بالنسبة للراصد هي نجم الدبران، أما كوكب المريخ سيكون أسفله وأقرب بكثير إلى عنقود الثريا، بحسب البيان.
وتعد أبرز الفروقات بين المريخ ونجم الدبران أن الأخير يضيء من ذاته في حين أن المريخ يعكس ضوء الشمس، إضافةً إلى أن الدبران وعنقود نجوم الثريا عبارة عن نقاط “ثابتة” من الضوء في كوكبة الثور، ولكن المريخ مجرد زائر مؤقت، بحسب ما ذكر في بيان الجمعية الفلكية بجدة.
وسُيلاحظ مطلع مارس/ آذار 2021 أن نجم الدبران أكثر إشراقاً من المريخ للعين المجردة، إذ يخفت المريخ كل يوم، ما يعني أنه أكثر خفوتاً من الدبران بحلول الوقت الذي سيمر فيه بمقدار 7 درجات شمال الدبران في 20 مارس/آذار 2021، وبحلول 24 أبريل/ نيسان 2021 سيكون المريخ أكثر خفوتاً عندما يخرج من كوكبة الثور ويدخل كوكبة التوأمان، بحسب البيان.
ويعد المريخ هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس، ويستغرق نحو سنتين من سنوات الأرض ليصنع دائرة كاملة أمام الكوكبات النجمية في دائرة البروج، لذلك عادةً ما يلتقي المريخ والثريا كل عامين، وفقاً للبيان.
ومع ذلك، كاستثناء، فإن اقتران المريخ القادم مع الثريا سيحدث في العام المقبل بدلاً من العام الذي يليه في 20 أغسطس/ آب 2022. لأن اقتران الأربعاء يحدث في وقت مبكر من هذا العام، بالإضافة إلى ذلك لن تحدث أي حركة تراجعية للمريخ بين عامي 2021 و2022، وبعد عام 2022، ستحدث اقترانات المريخ والثريا كل عامين حتى الـ 14 من مارس/آذار 2036.
وتابع البيان: “يحدث في حالات نادرة أن يكون للمريخ ثلاثة اقترانات مع الثريا في فترة تبلغ حوالى 4.7 أشهر، وحتى يحدث هذا، يجب أن يصل المريخ إلى التقابل في وقت حرج؛ بحيث يمكن أن يمر المريخ قرب الثريا وهو يتحرك إلى الأمام شرقًا أمام النجوم في دائرة البروج، ثم إلى الوراء باتجاه الغرب أمام النجوم في دائرة البروج، ثم يعود ويتحرك شرقًا مرة أخرى ، وهذا حدث في عام 1990- 1991، وسيتكرر من جديد في 2037- 2038.