شريكا “الطاولة السورية” يتبادلان استدعاء السفراء أي آثار على سوريا؟
يطرح التوتر المستجد بين إيران وتركيا عدة أسئلة حول مسبباته وإلى أين يمكن أن يصل ذلك الخلاف، وخاصة في سوريا حيث لهما نفوذ فيها.
حول السياق العام الذي جاء فيه الخلاف الأخير بين البلدين، يقول رئيس حركة البناء الوطني أنس جودة لـ RT إنه “من المهم النظر إلى الصورة الكبرى: مسار التفاوض الإيراني – الأمريكي، التوتر على خط العلاقة الأمريكية – التركية، الصدام العالي المستوى الروسي- الأمريكي، إضافة إلى استمرار مسار التطبيع جنوبا وتعزيزه خصوصا في مواجهة إيران”.
ويقول جودة إن “المنطقة عمليا مقبلة على صدامات دولية عالية المستوى لهذا يحاول اللاعبون الإقليميون ـ كل على طريقته ـ زيادة أوراقهم وعوامل قوتهم،
وقد نشهد في هذا السياق ارتفاعا في التوتر بين الأطراف الفاعلة الرئيسية في المنطقة خلال الأشهر القادمة”.
لكن خريطة التحالفات الرئيسية لن تتغير، كما يقول جودة، بل على العكس، إذ ستتعزز صورة محور الشمال (تركيا ـ إيران ـ روسيا) في مواجهة تحالف الجنوب (إسرائيل ـ الخليج) لهذا ستبقى التوترات الحالية حول مناطق النفوذ والتأثير ضمن الإطار المقبول، ولن تتحول إلى حالة صدام بينها. فهم “محكومون بالتعاون الحتمي ولو على مضض مع بقاء الخلافات بينهم”.
المحلل السياسي غسان يوسف يقول لـ RT إنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها البلدان بتبادل استدعاء سفيريهما، ويشير إلى أنهما قاما بذلك في ديسمبر الماضي، على خلفية أزمة بسبب قصيدة أنشدها الرئيس التركي.
ويشير يوسف إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين التي يتبادلان عبرها نحو 30 مليار دولار، وكذلك إلى وضع القوات التركية في سوريا التي تصف وجودها فيه بالاحتلال عكس الوجود الإيراني الذي تم عبر الحكومة السورية، والذي يؤمن دعما لوجستيا وعسكريا وغذائيا ونفطيا لسوريا
ويقول يوسف إن “التقارب الذي حصل مؤخرا بين إيران وتركيا، يؤثر سلبا على سوريا، ويكون على حساب دول متل سوريا والعراق”.
ويضيف أن إيران تحتج على وجود القوات التركية في العراق، لأن لأنقرة مطامع هناك، كما لها مطامع في سوريا، لذا فإن الخلافات بينهما حول وجود القوات سيكون في صالح العراق، ولكن أيضا في صالح سوريا أكثر، و”خصوصا أن إيران تطالب بتحرير الأراضي السورية وبعودة سيادة الدولة السورية على جميع أراضيها”.
ويشير يوسف إلى التصريحات الإيرانية عن ضرورة تحرير إدلب عندما يكون هناك خلافات بين تركيا وإيران،
ويضيف أن الخلاف بين تركيا وإيران يأتي لصالح الدولة السورية والعراق باعتبار أن ما ينطبق على سوريا ينطبق على العراق إذ أن القوات التركية موجودة في البلدين.ويختتم يوسف بالقول إن إيران وسوريا حليفتان بالمعنى الاستراتيجي، لكن ما يجمع إيران بتركيا هي المصالح الاقتصادية أكثر مما تجمعهما الاستراتيجيا.