على اثر ما تعرض له اقليم كردستان، ومحافظة اربيل على وجه الخصوص من قصف بـ14 صاروخاً، ظهر جلياً إن الأمن في الإقليم قابل للاختراق، وفيما خرجت مطالبات تدعو الى تدخل القوات الاتحادية، يرفض سياسيو الاقليم ما يطرح بهذا الخصوص جملة وتفصيلاً.
اذ استهدفت عدة صواريخ مطار أربيل الدولي في إقليم كردستان العراق، وسقط أحدها في المطار القديم وأدّى إلى نشوب حرائق تمت السيطرة عليها، في ظل الحديث عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى فيما كشف التحالف الدولي عن حصيلة للقصف بالصواريخ الاربعة عشر وصلت إلى مقتل مقاول مدني وأصابة 9 أشخاص ومن بينهم 8 مقاولين، أربعة منهم تعرضوا لارتجاج في المخ”.
دعوات لنشر قوات اتحادية في اربيل ورد كردي
ويدعو عضو تحالف سائرون النائب رعد المكصوصي، لنشر قوات امنية اتحادية في اقليم كردستان لمنع الخروقات.
ويقول المكصوصي في حديث اطلعت عليه (الأولى نيوز)،ان “اقليم كردستان جزء من العراق وانتشار القوات الاتحادية ليس فيه اي اشكال او احراج”، داعيا قادة الاقليم الى “الترحيب بهذا المقترح لان مصالحهم مع العراق وكلنا شركاء في هذا الوطن”.
واضاف المكصوصي، ان “نشر القوات الاتحادية ستعزز استقرار كردستان وتسهم في حل الكثير من المشاكل والملفات كما انها ستدعم لم الشمل وتوحيد الرؤى”، مؤكدا بان “انتشار القوات الاتحادية من مصلحة الاقليم”.
ويشير الى ان “انتشار القوات الاتحادية سيمنع اي خروقات، ويتقرب وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المهمة بين بغداد واربيل”.
ويرد ريبين سلام، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، على دعوات نشر قوات اتحادية داخل اراضي الاقليم، بالقول: “على بغداد حماية أمنها وامن المحافظات الجنوبية والوسطى، بدلا من ان تتوجه الى اربيل”.
ورداً على السياسي محمد البصري، الذي دعا سلام، الى تقبل فكرة نشر عناصر الامن والحشد الشعبي، في مناطق الاقليم، كون الهجوم الصاروخي كشف عن هشاشة الوضع الامني في كردستان، قال القيادي الكردي: “احموا مناطقكم الجنوبية التي فيها ملايين الخروقات الامنية، وافرضوا هيبة الدولة هناك قبل ان تتوجهوا الى كردستان”.
وتابع: “كردستان لا يحتاج من بغداد ان ترسل قوات لكي تفرض الامن داخل الاقليم”.
وتطابق موقف سلام مع عشرات مواقف المسؤولين الكرد ورواد مواقع التواصل في الإقليم وفق ما تابعته (الأولى نيوز)
ماذا قالت تحقيقات بغداد؟
وتحدث الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، عن عمل اللجنة التحقيقية في القصف الصاروخي الذي استهدف اربيل.
وقال الخفاجي في مقابلة متلفزة ، ان “قصف اربيل هو خرق امني خطير والقائد العام للقوات المسلحة وجه بتشكيل لجنة تحقيقية مشتركة بين المركز والاقليم والتحالف الدولي وبدأت عملها للتحقيق في هذا الخرق ومعرفة مكان اطلاق الصواريخ ويعتبر الخرق تهديدا لكل العراق وليس فقط كردستان”.
واضاف ان “العمليات المشتركة تواصل العمل من اجل معرفة الحصيلة النهائية لاستهداف اربيل واعلانها للرأي العام عبر بيان رسمي، وهناك متابعة وملاحقة لمعرفة الاسباب”.
وبين ان “اللجنة تشارك فيها فرق متخصصة من بغداد واربيل والتحالف الدولي للتحقيق بالقصف الذي استهدف اربيل”.
وأعلن التحالف الدولي يوم الثلاثاء الماضي مقتل مقاول واصابة 6 أشخاص بينهم جندي أمريكي بالقصف الذي استهدف مطار اربيل.
هجوم يثير غضباً دولياً
وأفاد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق بأن متعاقدا مدنيا أجنبيا قُتل وجرح خمسة آخرون بالإضافة إلى جندي أمريكي بعد أن استهدف هجوم صاروخي ليل الاثنين قاعدة جوية في كردستان العراق يعتبر الأكثر دموية الذي يستهدف القوات الأمريكية وحلفائها في العراق منذ نحو عام.
وصرح المتحدث باسم قوات التحالف بأن الهجوم أصاب هذه القوات المتمركزة في أربيل عاصمة إقليم كردستان، حيث أفادت مصادر كردية بأن ثلاثة صواريخ على الأقل سقطت قرب مطار أربيل الدولي. وتوعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بإجراء تحقيق في هذا الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق إن هجوما صاروخيا على قاعدة عسكرية أمريكية في كردستان بشمال العراق يوم الاثنين أدى إلى مقتل متعاقد مدني وإصابة خمسة أشخاص آخرين من بينهم جندي أمريكي وفقا لتقارير أولية.
وهذا الهجوم هو الأكثر دموية على القوات التي تقودها الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عام في العراق، حيث تصاعدت حدة التوتر بين القوات الأمريكية وحلفائها العراقيين والأكراد من جهة والفصائل المتحالفة مع إيران من جهة أخرى.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى إجراء تحقيق في الهجوم، متعهدا بـ”محاسبة المسؤولين عنه”.
وقال بلينكن في بيان “نشعر بالغضب من الهجوم الصاروخي الذي حصل اليوم على إقليم كردستان العراق”، مضيفا “لقد تواصلت مع رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لمناقشة الحادث وأكدت له دعمنا الكامل لإجراء تحقيق ومحاسبة المسؤولين”.
وقال متحدث باسم التحالف على تويتر إن الهجوم أصاب قوات التحالف في أربيل عاصمة إقليم كردستان، وأوضح أنه سيتم الكشف عن المزيد من التفاصيل تباعا.
وذكرت مصادر أمنية كردية أن ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ سقطت قرب مطار أربيل الدولي في إقليم كردستان العراق شبه المستقل في وقت متأخر من الليل. وسمع مراسلو رويترز عدة انفجارات قوية وشاهدوا حريقا يندلع قرب المطار. وتشغل القوات الأمريكية قاعدة عسكرية متاخمة للمطار المدني.
وقال بيان لوزارة الداخلية في كردستان إن عددا من الصواريخ أطلق باتجاه أربيل وضواحيها في حوالي الساعة 9:30 مساء بالتوقيت المحلي مما أسفر عن إصابة بعض الأشخاص، دون أن تذكر تفاصيل أخرى.
وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم سرايا أولياء الدم مسؤوليتها عن الهجوم على القاعدة قائلة إنها استهدفت “الاحتلال الأمريكي” في العراق. ولم تقدم ما يدل على ادعائها. وأعلنت جماعات يقول بعض المسؤولين العراقيين إن لها صلات بإيران مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات على قوات التحالف والمتعاقدين الذين يعملون مع التحالف والمنشآت الأمريكية بما في ذلك السفارة في بغداد في الأشهر الأخيرة.
وكان آخر هجوم دام يستهدف التحالف قد أسفر عن مقتل جندي بريطاني واثنين من العسكريين الأمريكيين في آذار/مارس العام الماضي. ودفعت حالة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران الشرق الأوسط إلى حافة مواجهة شاملة في كانون الثاني/يناير من العام الماضي بعد أن قتلت طائرة أمريكية مسيرة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في هجوم بالعاصمة العراقية.
