يخشى الكثير من مسؤولي الأمن والمقاتلين السابقين والسكان في المناطق الشمالية والغربية من العراق، من رحيل القوات الأميركية واحتمال أن يصب ذلك في صالح تنظيم داعش.
وتطرق تقرير نشرته وكالة رويترز، الجمعة، إلى المخاوف التي تعتري الناس في تلك المناطق، التي تشغل نحو ثلث أراضي العراق، وكانت معاقل تمرد سابقة موالية لصدام حسين، من خطوة تخفيض عديد القوات الأميركية على مناطقهم.
يقول إبراهيم (37) عاما، الذي شارك في معارك ضد القوات الأميركية بعد عام 2003 في الفلوجة، إن وجود القوات الأميركية في السنوات الأخيرة ساعد في قمع من تبقى من متشددي داعش.
ويضيف إبراهيم، الذي أُصيب بحروق بالغة في تلك المعارك، إن سحب القوات الأميركية سيخلق فراغا أمنيا، ويجعل الفلوجة مكانا أشد خطورة.
وعلى مدى 17 سنة، رأى إبراهيم وهو موظف حكومي مدينته تسقط مرة بأيدي الأميركيين وأخرى في قبضة تنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش.
تقول رويترز إن معظم سكان ومسؤولي هذه المناطق ذات الغالبية السنية يشتركون مع إبراهيم في تقديره للموقف.
ويرى هؤلاء أن داعش والفصائل المسلحة هي التي ستجني الثمار وتحقق أكبر استفادة من خفض عدد القوات الأميركية.
وخلال الشهر الماضي، أكملت الولايات المتحدة خفض قوام قواتها في العراق إلى 2500 جنديا وهو تقريبا نصف المستوى الذي كانت عليه قبل أقل من عام.وشهدت الأشهر القليلة الماضية وقوع أكثر من 25 هجوما دمويا نسبها مسؤولون عراقيون إلى مقاتلي داعش.
كما شن التنظيم الشهر الماضي أكبر هجوم له منذ سنوات عبر تفجير انتحاري وقع وسط بغداد وراح ضحيته أكثر من 30 شخصا.
وأعلن التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن لمحاربة داعش في العراق، تنفيذ 10 ضربات ضد أهداف للمتشددين في شهر ديسمبر وحده.
وقال مسؤول في التحالف إنه لا توجد خطط للعدول عن الانسحاب وإن القوات العراقية قادرة على التصدي لتمرد داعش في ظل مستويات الدعم الحالية من التحالف.
وتعمل قطاعات من الجيش العراقي البالغ قوامه 300 ألف جندي في المناطق الغربية والشمالية من البلاد، فيما يبلغ عدد الأفراد المنتمين للفصائل المسلحة 100 ألف على الأقل، قسم كبير منهم في الشمال والغرب.
وأقر مسؤول أميركي بأن التخفيض أضعف القدرات العسكرية الأميركية في العراق، لكنه شدد على استمرار المساعدة الأميركية.
وقال المسؤول إن تنظيم داعش لا يزال عدوا حتميا، مضيف “وعليه يمكن القول إن المستقبل لن يكون خاليا من الدماء”.
وتنقل رويترز عن صلاح العيساوي وهو قيادي في فصيل حشد الأنبار القول إنه “في الأشهر الأخيرة لاحظنا حصول المزيد من هجمات داعش في هذه المناطق”.
ونسب العيساوي ومسؤولون أمنيون عراقيون آخرون عمليات القتل إلى تنظيم داعش.
ويؤكد بعض المسؤولين العسكريين العراقيين أن قسما كبيرا من موجة العنف المتصاعد مرتبط بتراجع الوجود الأميركي.وضرب ضابط في الجيش العراقي يعمل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مثالا ليدلل على اعتماد الجيش العراقي على الولايات المتحدة.
وقال إن الضربة الجوية الأخيرة التي قتلت قياديا بارزا في تنظيم داعش كانت ثمرة لجهد أميركي عراقي مشترك.
وأوضح الضابط أن القوات العراقية “كانت تقوم بمطاردته لكنها كانت تجد صعوبة كبيرة في معرفة مكان اختبائه لولا مساعدة الدعم الجوي الأميركي”.
وأضاف أن “التحالف أصبح ينفذ ضربات جوية أقل من المعتاد على أهداف تنظيم داعش”.