دأبت وزارة الصحة والبيئة ومنذ انطلاق جائحة كورونا ان تطلع الرأي العام في العراق بشكل علمي وشفاف على الموقف الوبائي اليومي ، وتتبنى وتنشر الحقائق العلمية من خلال لجانها الاستشارية العلمية واللجان المتخصصة التي ترصد مستجدات جائحة كورونا وتحلل البيانات وتعطي التوقعات المستقبلية التي تستند عليها وزارة الصحة بالتنسيق مع المؤسسات الصحية العالمية ، وقد أكدت وزاراتنا من خلال البيانات المتكررة من أمكانية تصاعد نسب الاصابات وتدهور الوضع الوبائي نتيجة الاستهانة بالتعليمات والاجراءات الصحية الوقائية من قبل اغلبية المواطنين وتعمدهم بعدم ارتداء الكمام و عودة الحياة الى طبيعتها بكل مرافق الحياة ولاسيما اقامة مجالس العزاء والافراح والتجمعات الانتخابية والمؤتمرات وعدم التزام مؤسسات الدولة بالاجراءات الوقائية داخل مؤسساتهم واستئناف النشاطات الدينية ذات التجمعات البشرية كصلاة الجماعة وزيارات المراقد و الاسواق والمولات والمطاعم والمقاهي والمتنزهات وكذلك عودة التزاور و الانشطة الاجتماعية و استئناف العادات الاجتماعية من تبادل التحية بالمصافحة والمعانقة والتقبيل.
ومن الاسباب الكارثية لضعف الالتزام واتباع الاجراءات الوقائية هو وجود جهات تشكك بشكل علني بوجود الفايروس اصلا، بدون محاسبة الجهات القانونية، او اعتقاد البعض أن الفايروس قد ضعف وانحسر نتيجة تناقص الاصابات في الاسابيع الماضية ، و القسم الاخر الذي يروج لفكرة الوصول الى المناعة الجماعية ولا يوجد خطر علينا حاليا ، وغيرها من الاسباب غير العلمية والتي لم يثبت وجود أي دليل عليها ، ولقد ساهمت تلك الاسباب في عودة الارتفاع في نسب الاصابات و الوفيات خلال الايام الماضية.
أن وزارة الصحة والبيئة تؤكد على جاهزيتها في مجال الخدمات التشخيصية والعلاجية والتوعوية وترصين البنى التحتية الا ان بقاء الوضع العام من قلة الالتزام وضعف الاجراءات الوقائية سيؤدي الى فقدان السيطرة على الوباء وما ينتج عن ذلك من مشاكل لايحمد عقباها.
وهنا تتعامل وزارة الصحة بمهنية عالية و مسؤولية وطنية في أطلاق تحذيراتها للتنبيه الى خطورة تعريض الامن الصحي وسلامة المواطن الى تحديات جديدة في ظل ازمة اقتصادية وسياسية محلية واقليمية و دولية ، قد تجعلنا نواجه ايام عصيبة نتيجة تجاهل المواطنين والجهات المعنية بالبيانات الصادرة عن وزارة الصحة وبالالتزام بالاجراءات الوقائية.
نجدد دعوتنا الى المواطنين كافة والمؤسسات الحكومية والاهلية بكافة اشكالها الى تطبيق الاجراءات الوقائية والالتزام التام بارتداء الكمام والتباعد الجسدي وتعقيم اليدين استجابة لنداء الوطن و روح المواطنة الصادقة .
وان وزارة الصحة ستعمل من خلال اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية على تفعيل حزمة من الاجراءات الوقائية خلال الايام القادمة لكسر سلسلة انتقال العدوى وفي حال استمرار الاصابات بالارتفاع فسنضطر الى اتخاذ قرارات اكثر شدة وصرامة لمنع تفاقم الوضع الوبائي وحماية الموسسات الصحية من فقدان السيطرة على الوضع.
نهيب بالقنوات الاعلامية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين ورؤساء العشائر القيام بدورهم المسؤول وتكثيف جهودهم لحث المواطنين على الالتزام بالاجراءات الوقائية.
كل الشكر والتقدير لكوادر جيشنا الابيض على الجهود التي يبذلونها في مؤسساتنا الصحية كما نشكر كل الجهات الساندة لجهود وزارة الصحة في معركتها الوبائية الكبرى.