لو فسخنا عقد إيماننا بالسياسيين
لو فسخنا عقد إيماننا بالسياسيين – نوزاد حسن
احيانا نتفاجا بشخص يتحدث عن الامانة والنزاهة فنكتشف بانه تغير حين اصبح مسؤولا ولا يشترط ان تكون هذه المسؤولية منصبا رفيعا اذ قد يكون اغراء شعبة في دائرة منسية كافيا لفساد الانسان.هذه القضية لا تتعلق بالمناصب بل تتعلق بالبشر عموما.لكن لو صادفنا شخصا تغير بعد توليه لمنصب ما وهذا حدث بالتاكيد لنا جميعا فسنقول:لقد غيره المنصب وقبل ذلك كان شخصا مستقيما ويتحدث عن النزاهة بصورة مستمرة.اننا نتفاجأ وكأننا رأينا شخصا اخر لا نعرفه بل نحس اننا خدعنا به ولم نكن نعرف الوجه الاخر الذي يخفيه عنا.باختصار:نحس بان كنا نعرف قناع وجه صديقنا لا وجهه الحقيقي. قد نضيف ايضا الى هذه الخيبة ان المسؤول ينتمي مثلا لحزب اسلامي.سنعلق كيف لم تردعه النصوص الدينية التي يعرفها ويتحدث عنها كقيمة عليا.اظن ان تفسير هذه القضية ليس صعبا لكننا لا نحاول ان نفهم بعض المواقف فهما عميقا.اننا لا نملك فهما عميقا لطبيعة الانسان على عكس ما فعله الغرب وهو يحلل خفايا اعماق البشر ويكتشف طاقاتهم التي حيرت العلم. كنا نظن وما زلنا ان المتكلم ان تكلم باية او حديث فسيكون هناك نور يضبط سلوكه.لا نستطيع فصل الكلام عن السلوك لذا نتعرض للخداع.ونظن دائما ان الافكار تغير وهذه مشكلة معقدة اخرى دمرت حياتنا.لذا نحن نخسر يوميا في رصيد خبرتنا.نعتقد بان الفكرة ستغير وضعنا فاذا بنا نبتعد عن الاصلاح او الشعور باننا نتصرف كبشر متنورين.ان انخداعنا الدائم هو احد امراضنا التي لم نتخلص منها بعد.يأتي المسؤول ويتحدث ونعرف انه فاسد فننظر اليه نظرة فيها تعاطف واضح.واذا التقينا به في مناسبة عامة نظرنا اليه معجبين بفخفخته كما اعجب الجهلة بفخفخة قارون من قبل ونفتخر ان اعطانا درعا وشهادة تقديرية.هذا يعني اننا لا نعرف كيف نبغض لأن البغض كما اعتقد احد اصعب الخصال عند الانسان.وانا اظن ان الكثيرين ممن يشتمون المسؤولين سيخدمونهم ان سنحت لهم الفرصة. وقد حدث ان شاهدنا من رمى نفسه في ساحة الذل لأن اغراء المال لا يقاوم.