عاود تنظيم داعش الإرهابي، في الآونة الاخيرة، هجماته الإرهابية في عدد من مدن البلاد، كان آخرها تفجير ابراج الطاقة في جرف النصر، والتفجير المزدوج في ساحة الطيران وسط العاصمة بغداد،والذي اسفر عن استشهاد 32 مدنياً وإصابة 110 آخرين، وبعدها بأقل من 48 ساعة، شن هجوم على قوات الحشد الشعبي في صلاح الدين، ما أسفر عن استشهاد 11 بينهم قياديان في الحشد، وإصابة نحو 12 آخرين.
في المقابل، كثفت القوات المسلحة العراقية بكافة صنوفها، عملياتها العسكرية في كثير من المحافظات عقب هجومي ساحة الطيران، وصلاح الدين، فيما أطلق جهاز مكافحة الإرهاب عملية “ثأر الشهداء” لتعقب الخلايا الإرهابية وإلقاء القبض على عناصرها.
الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، حدد أسباب عودة هجمات تنظيم داعش الإرهابي، قائلاً في حديث نقلته صحيفة الشرق الأوسط، إن “هناك كثيراً من المشكلات الجوهرية في الواقع أدت إلى زيادة أنشطة هذا التنظيم الإرهابي، تقف في المقدمة منها الحدود السورية – العراقية المفتوحة التي لا تزال غير مؤمنة، بالإضافة إلى النشاط الذي يقوم به أحد أبز زعماء التنظيم عبد الله قرداش عبر الحدود التركية – السورية من مناطق غازي عنتاب والرهبانية، فضلاً عن تسلل العوائل الداعشية بأموال للمهربين، وكذلك انضمام أعداد من الدواعش إلى عوائلهم وعبورهم الحدود من خلال الإيحاء للمهربين بأنهم فقط يريدون الدخول إلى العراق عن طريق التهريب”.
وأوضح أبو رغيف، أن “محافظة نينوى التي ترتبط بمحافظة صلاح الدين والأنبار تشكل هي الأخرى خط نقل لسير عجلات وسير دراجات”، مشيراً إلى “أمور أخرى لها صلة بزيادة هذا النشاط؛ من بينها دعم عبد الله قرداش لولاية الشمال في التنظيم التي تبدأ من الطارمية قرب بغداد إلى سامراء، وهي ولاية جرى التركيز عليها من قبل قرداش لتقوم بأعمال استثنائية؛ ومن بينها العملية الانتحارية التي جرت في (ساحة الطيران) ببغداد الخميس الماضي”.إلى ذلك، أعلن النائب عن محافظة صلاح الدين، محمد كريم البلداوي، أن السبب الرئيسي للهجوم هو إعادة عوائل الدواعش إلى مناطقها لدوافع سياسية وطائفية، وهو خطأ استراتيجي ارتكبته السلطات الإدارية والأمنية، إلى جانب التراخي الأمني وعودة كثير من الدواعش من سوريا نحو المحافظات الغربية.
وقال البلداوي في بيان إن “ظهور (داعش) بهذه القوة مجدداً يؤكد وجود حواضن للإرهاب بين الأسر العائدة، مما يتطلب إعادة النظر والتدقيق لمنع وقوع كوارث أمنية جديدة”.
كما أكد أن “هناك تراخياً أمنياً وضعفاً كبيراً بالخطط في صلاح الدين، إلى جانب التدخلات والمحاصصات السياسية في تنصيب وتغيير القيادات الأمنية على حساب أمن المواطن والمحافظة”.
وكشف البلداوي تفاصيل الهجوم، قائلاً إن “تنظيم (داعش) تعرض على نقطة متقدمة تابعة لـ(الفوج الثالث – لواء22)، وهرع آمر (الفوج الثالث) حسين سعيدان الحسيناوي برفقة قوة من (الحشد) للتصدي للهجوم، وفي تلك الأثناء نصبت عناصر (داعش) الارهابي كميناً لآمر الفوج والقوة التي بإمرته وهاجمتها بأسلحة القاذفات والأسلحة المتوسطة، ما سبب سقوط شهداء وجرحى رغم المقاومة الكبيرة التي أبدتها قوات (الحشد الشعبي).
وأوضح أن “من بين أسباب الهجوم وجود مناطق شاسعة ومفتوحة لا يمكن مسكها بشكل كامل، ووجود نشاط للخلايا النائمة، وبالتالي فإن (داعش) اختار مناطق وأهدافاً مفتوحة لهجماته الإرهابية”.