هواوي تحاول تكرار نجاحها في الهواتف عبر المركبات الذكية
تستهدف شركة هواوي الصينية العملاقة للتكنولوجيا، التي تواجه عقوبات أمريكية أعاقت أعمالها الأساسية في مجال الشبكات، مجال النمو الجديد بشأن المركبات الذكية، وتحديد هدفها بجلب العالم الرقمي إلى كل سيارة.
وأحدث انتقال هواوي إلى صناعة المركبات الذكية ضجة في قطاع تدفعه بكين وسط التوترات التكنولوجية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين.
وبينما يعتقد البعض أن مشاركة هواوي يمكن أن تؤدي إلى اختراقات تقنية تسرع من انتشار السيارات الذاتية القيادة والأنواع الأخرى من المركبات الذكية، يشعر البعض بالقلق من أن الشركة العملاقة تبني موقعًا مهيمنًا وتضغط على اللاعبين الأصغر.
وتأتي هواوي في مجال المركبات الذكية بالتزامن مع تضرر أعمالها الأساسية في مجال الاتصالات والهواتف الذكية بشدة بموجب العقوبات الأمريكية التي تمنعها من الحصول على البرامج والمكونات الرئيسية منذ عام 2019.
وأصبحت طموحات هواوي في المجال الجديد أكثر وضوحًا في شهر نوفمبر الماضي عندما دمجت أعمالها في مجال المركبات الذكية في قطاع المستهلكين تحت قيادة (ريتشارد يو) Richard Yu، مهندس صعود هواوي بصفتها رائدًا عالميًا في مجال الهواتف الذكية على مدار العقدين الماضيين.
وجعلت هذه المحللين يتكهنون فيما إذا كانت الشركة تريد تكرار نجاحها في الهواتف الذكية وجعل المركبات الذكية مساهماً أكبر بكثير في إيرادات المجموعة في المستقبل.
وقال متحدث باسم هواوي: إن أعمال المركبات الذكية هي عمل جديد لشركة هواوي، ولدينا صبر إستراتيجي كافٍ للاستثمار في هذا القطاع، وليس هناك متطلبات ربحية على المدى القصير.
وتعتقد الشركة أيضًا أن صناعة السيارات الذكية تشهد تغيرات هائلة، تمامًا مثل التحول من الهواتف العادية إلى الهواتف الذكية في صناعة الهواتف المحمولة.
وفي حين أن إستراتيجيتها الجديدة قد تقلق اللاعبين الصغار، فإن هواوي نفسها تواجه منافسة شرسة من عمالقة التكنولوجيا الصينيين المنافسين الذين يتطلعون إلى الفرصة نفسها في السيارات الذكية والقيادة الذاتية.
ودخلت شركات علي بابا وتينسنت وبايدو إلى هذا المجال من خلال الاستفادة من نقاط قوتها في التعلم العميق والذكاء الاصطناعي، وهي مجالات ضعيفة بالنسبة لهواوي.
وظهرت هواوي للمرة الأولى في صناعة السيارات الذكية في شهر أبريل 2019 عندما كشفت عن خطة لتصبح موردًا للبنية التحتية، وأنشات الشركة بعد شهر واحد رسميًا وحدة أعمال جديدة مخصصة لحلول المركبات الذكية.
ومع ذلك، يعود تحول هواوي إلى البحث والتطوير المتعلق بالسيارات إلى عام 2014 عندما أنشأت مختبرًا للمركبات المتصلة بالإنترنت.
ووفقًا للمحللين، بعد أن بدأت في توفير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT، فإنها تجلب القوة الحالية لأعمال السيارات الذكية.
وتستمد هواوي التقنيات وقطع غيار السيارات التي توفرها في السيارات الذكية من أعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعد تقنيات المعلومات والاتصالات من المزايا الأساسية لهواوي في مجال صناعة السيارات الذكية.
وتقول هواوي: إن قدرتها على تطبيق الأجهزة والبرامج القائمة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في صناعة السيارات كانت السبب الأساسي لدخولها مجال السيارات الذكية.
وتعد تقنية الرادار، التي تجمع المعلومات من المناطق المحيطة بالسيارة، مثالًا نموذجيًا لكيفية مساهمة قدرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدى هواوي في المركبات الذكية.
وفي عام 2019، أعلنت هواوي أنها تستخدم تقنيات 5G لتطوير رادار الموجة المليمترية ورادار الليزر للمركبات الذكية.
وشكلت في وقت لاحق فريقًا للتركيز على تطوير مستشعرات ليدار المنخفضة التكلفة والمتعددة القنوات بهدف جعل التكنولوجيا في متناول جميع المركبات الذكية.
وتبحث الشركات الناشئة الصينية في مجال القيادة الذاتية عن طرق فعالة من حيث التكلفة لتحقيق الاعتماد الواسع النطاق للتكنولوجيا حيث تهدف الصين إلى البدء بطرح أولى مركباتها المستقلة بالكامل بحلول عام 2025.
وتخفض مشاركة هواوي في صناعة السيارات الذكية أسعار المعدات وتساعد الصين على تحقيق المزيد من الاختراقات التي تقلل من مخاطر إدراجها في القائمة السوداء من الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بمصادر التكنولوجيا.
ومن المعالم البارزة الأخرى في تطوير المركبات الذكية من هواوي طرحها في شهر أكتوبر لمنصتها الذكية لحلول السيارات، التي أطلق عليها اسم Huawei HI.
وبدعم من HarmonyOS، فإن المنصة تركز على قمرة قيادة السيارات، والقيادة الذكية، والتحكم الذكي في السيارة، ويتضمن الحل أيضًا تقنية الواقع المعزز لتحسين خدمات الخرائط واكتشاف المسار.
وبالرغم من أن هواوي يمكنها توفير برامج وأجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للسيارات الذكية، إلا أن مؤسس الشركة وكبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين قالوا: إنهم لا يعتزمون صنع سيارة ذكية.
وتريد هواوي بدلاً من ذلك توفير معدات وبرامج الاتصالات اللازمة لثورة المركبات الذكية، وشكلت في شهر مايو تحالفًا مع 18 شركة لتصنيع السيارات لتسريع التطوير التجاري للمركبات المتصلة بشبكات الجيل الخامس في الدولة.
وتعمل هواوي الآن مع صانعي السيارات التقليديين من خلال توفير الأجهزة الذكية أولاً، ثم تطبيق برامجها، لتحقيق الهدف المتمثل في أن تكون موردًا شاملاً.
ولا تتوهم هواوي أن دخولها في مجال المركبات الذكية قد يؤتي ثماره في أي وقت قريب، وقال المتحدث باسم الشركة: يستغرق الأمر في هواوي عادةً ثماني سنوات في المتوسط لكي يحقق النشاط التجاري الجديد النتائج المطلوبة.
الالولى_نيوز