هل العودة إلى التفجيرات من أجل تخندق انتخابي ؟
بقلم مهدي قاسم
انتهاء التفجيرات في العراق انتهاءِ شبه كامل ، وكأنما بضربة عصا سحرية واحدة، وبالضبط مع انتهاء عهدي المالكي الكارثيين ، وتشكيل حكومة حيدر العبادي ، فإن هذا الانتهاء لتفجيرات قد خلق انطباعا عند الشارع العراقي مفاده أن ثمة تواطئا وا ضحا من قبل مسؤولين سياسيين وأمنيين مع الدواعش أو ممثلي دواعش في استمرارية التفجيرات أو وقفها حسب الحاجة السياسية الآنية، أو حسب المقتضيات والأهداف السياسية تتطلب في أوانها ..وإلا كيف نفسر هذا الأمر في الوقت الذي كان في عهد المالكي تحدث يوميا أكثر من تفجير ويوم بعد يوم وعلى مدى سنوات طويلة ، حتى بلغت آلافا من التفجيرات وذهبت ضحية لها عشرات آلاف من الضحايا الأبرياء والمواطنين المسالمين والكسبة العاملين في الأسواق والساحات والشوارع ، حتى أضطر مكتب الأمم المتحدة في العراق إلى أن تنشر إحصاءات شهرية عن عدد الضحايا والمصابين : تارة صعودا وتارة انخفاضا ثم ارتفاعا مجددا وهكذا دواليك ، وكأننا في البورصة ، وإذا ….وإذا بهذه السلسلة الطويلة من التفجيرات والعمليات الانتحارية تنقطع فجأة وتنتهي متوقفة لمدة طويلة ، أي إنها توقفت منذ عهد حكومة حيدر العبادي وعادل عبدالمهدي ، وحتى البارحة حيث جرت تفجيرات ساحة الطيران وباب الشرقي ، وربما أن هذه العودة للتفجيرات بين مواطنين مسالمين ، قد جاءت على أثر اشتداد الأزمة السياسية المالية وخاصة تحت ظل استعدادات جارية لتحديد موعد الانتخابات ، في الوقت الذي فقدت الأحزاب المتنفذة والحاكمة كثيرا من قواعدها التصويتية وجماهيرها المؤيدة أو المتعاطفة معها بسبب مظاهر الفساد والفشل الإداري والخدمي ..إذن فلابد من عودة مجددا ، وبشكل من الأشكال ، إلى موجة تفجيرات ذات طابع طائفي ، بغية إثارة فتنة طائفية بين صفوف وشرائح المجتمع العراقي نحو خلق أجواء متوترة من تشحين واحتقان ، تمهيدا لخلق وإيجاد تخندق طائفي ، الذي سيؤدي لاحقا ــ حسب خطتهم الخبيثة والوضيعة ــ إلى اصطفاف طائفي ، ليكون فيما بعد قاعدة تصويتية مضمونة لهذه الأحزاب لكي تبقى في السلطة لمرحلة قادمة ..كما ينبغي القول أن الأحزاب الإسلامية الحاكمة ــ بشقيها الشيعي والسني كأحزاب اخوانجية في المحصلة النهائية ــ قد اكتسبت في السنوات الماضية خبرة كثيرة ،على صعيد ترتيب عمليات إرهابية من وراء الكواليس وعبر وسطاء مكونين من ممثلي داعش السياسيين في المنطقة الخضراء أو خارجها مع التنسيق مع الأحزاب الشيعية لتوتير الأوضاع الأمنية لغاية تحقيق أهداف سياسية وتاليا الحصول على مناصب أو مواقع نفوذ وعلى مصادر للمال العام للسرقة والنهب ، بعد شعورهم باحتمالات خسارة كبيرة في الانتخابات القادمة..