القمة الخليجية في الزمن الصعب
د. فاتح عبدالسلام
لم يعد الخليج الساخن في ملفاته المختلفة يحتمل استمرار الازمة الخليجية يوماً واحداً أكثر من هذه السنوات الثلاث التي استغرقتها، وازداد فيها النفوذان الايراني والتركي عبر صيغ الاتفاقات الاقتصادية المفاجئة أو التعاون العسكري المباشر.
القمة الخليجية التي تستضيفها السعودية مناسبة لتأمل هذا الجانب المهم من الوضع العربي بعيون منفتحة على كل الاحتمالات صغيرها وكبيرها، فالبيت الخليجي لم ترسخ أركانه بقوة بحسب المباديء الطموحة التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي قبل ما يقرب من أربعين عاماً، وهي فترة مقاربة لعمر الاتحاد الاوروبي الذي انبثق من اجل تكريس ارادة وحدوية وجسدها قولًا وفعلاً في ملفات ذات مصير مشترك في الاقتصاد والكتلة الامنية والعسكرية المتجانسة.
لذلك فإنّ التصدعات المحتملة لاتحدها حدود جغرافية صارمة .تداعيات أي تصعيد بين الولايات المتحدة وايران ستصيب المجال الحيوي لعموم دول الخليج العربية، ولن ينجو أحد، بسبب تمايز نظرته عن اقرانه من الدول الاخرى، لذلك تكون التوافقات الاساس المشبعة بالتنسيق والمداولات تعزيزاً لقوة الدول منفردة في السيادة والامن والاقتصاد. ولعل دول الخليج غفلت كثيراً بسبب اجواء الحرب التي تعم اليمن وتخيم على ممرات الطاقة العالمية في مضيق هرمز، عن اساسيات في الامن المشترك الى درجة وصلت الى حد تسريب سيناريوهات انقلابات العرب في الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
القمة الخليجية في السعودية فرصة ثمينة ،لا ينبغي ان تمر من دون وضع النقاط الواضحة على الحروف من اجل ان تبين معاني الكلمات على نحو جلي ، فلا يلعب أحد على مطاطية بعض الكلمات من اجل ليّ عنق الحقائق .لا يزال عرب الخليج جميعهم في مركب واحد، وإنْ ظنّوا بعض الوقت انّ لكلّ مركبه. الخاص .