عام يلد آخر.. و أربع علامات
د. فاتح عبدالسلام
لا شيء يوحي بانفصال العام الجديد عن التركة الثقيلة للعام الذي سبقه، وما قيل عن كون العام ٢٠٢٠ هو الأثقل والأتعس والأسوأ ليس سوى خرافات محبّبة التداول في الافق الاعلامي والتداول بين الناس من دون مقارنة جدية مع بقية الاعوام السابقة . لكن هناك علامات كبرى واضحة طرأت على الخارطة الدولية مع العام الجديد قد تفضي الى سياقات مغايرة في المواقف.
العلامة الاولى هي مجيء رئيس امريكي جديد، هو جو بايدن الذي يعتزم بحسب جميع التصريحات التي صدرت عنه اتخاذ قرارات تناقض السياسة التي سار عليها سلفه ترامب .
العلامة الثانية المميزة، هي دخول العالم مرحلة الامل في السيطرة على فيروس كورونا المستجد وسلالته المتطورة من خلال اللقاحات التي يجري الاعتراف بها تباعاً، ومن ثم تلقيح السكان، وهو الامر الذي يعني اعادة مؤشر الاقتصاد العالمي وطبيعة الحياة البشرية بكل فعالياتها الى المسار الاعتيادي برغم ما لحق بها من خسائر وأضرار.
والعلامة الثالثة تتمثل في انفصال دولة عظمى عن الاتحاد الاوروبي، هي بريطانيا التي باشرت اتفاقات تجارية متحررة لم يكن بامكانها اجراؤها طوال خمسين سنة مع دول كثيرة في العالم منها تركيا التي يرفض الى الابد الاتحاد الاوروبي التحاقها به.
أما العلامة الرابعة فهي، تلك المساحة الفسيحة المتاحة من انتظارات ما يمكن أن يختمر من نتائج مخاضات سابقة لاتزال تحت المجهر، منها التطبيع العربي المستمر مع اسرائيل، والموقف من الصين كعملاق اقتصادي يكاد يكون خارج السيطرة، والملف النووي الايراني واتفاقه الشهير والثمن المتوقع لعودة ادارة بايدن اليه أو تعثر ذلك وانتكاس الجهود التي يشجع على انجازها الاوروبيون، والقرارات غير المحسوبة المتصلة به.
أما الاحداث المتوقعة كمثل المصالحة الخليجية أو الوضع في العراق في غضون الانتخابات المبكرة المقبلة، فهي ليست ذات تأثير استراتيجي في الخارطة الدولية، وليست أكثر من تحصيل حاصل،لا قيمة مغايرة له .