الصمود”.. هدية سلطان عمان للقوات المسلحة بعيدها
بالتزامن مع احتفال سلطنة عمان، الجمعة، بيوم القوات المسلحة، وافق السُّلطان هيثم بن طارق على إنشاء إذاعة “الصمود” لقوات السلطان المسلحة.
ويأتي هذا تقديرًا مِن السلطان هيثم للدورِ الوطني، الذي تضطلعُ به القواتُ المسلحة ،التي تحتفل بعيدها يوم ١١ ديسمبر من كل عام، وتعبيرا عن اعتزازه بتلك المناسبة الهامة.
وتحتفل السلطنة بتلك المناسبة هذا العام وقد حققت قواتها المسلحة العديد من الإنجازات في مختلف الجوانب التنظيمية والتدريبية والتسليحية.
وحظيت القوات المسلحة العمانية بالعديد من أوجه التطوير والتحديث منذ عهد النهضة التي أرسى دعائمها سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، مع توليه الحكم عام 1970، ويواصلها بكل ثقة وثبات وحكمة واقتدار السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، لتكون الحصن الحصين والدرع المتين للسلطنة.
السلطان هيثم والقوات المسلحة.. 11 يناير مناسبة خاصة
ومنذ توليه مقاليد الحكم ١١ يناير الماضي وتحظى القوات المسلحة العمانية باهتمام ورعاية خاصة من لدن السلطان هيثم بن طارق ويقدم كل سبل الدعم لها لتواصل أداء مهامها.
وتيمّنا بالحادي عشرَ مِن يناير، اليومِ الذي تولى فيه السلطان هيثم مقاليد الحُكم في البلاد سيكون يوم انطلاق البث الإذاعي الفعلي لإذاعة (الصمود) لقوَّات السُّلطانِ المسلحة.
وسيشكلُ هذا المنبر الإعلامي- بحسب وكالة الأنباء العمانية- نافذةً أُخرى تجسّدُ عبرها السلطنة الواجباتِ الوطنيةَ النبيلةَ والمهامِّ المنوطة بقوات السُّلطان المسلحة، والمتمثلة في الذود عن حمى الوطن وحمايةِ منجزاته، وصون مكتسباته،
وسيحافظ المنبر الإعلامي أيضا على الإرث الحضاري العتيد، وإبرازِ حاضره المشرق المجيد، وتعزيز الأدوار التنمويةِ الرائدة التي تُسهم بها قواتُ السُّلطان المسلّحة في مسيرةِ النهضةِ المتجددةِ جنبًا إلى جنب ومع باقي المؤسسات الحكومية الأخرى.
وكانت الجهاتُ المختصة في وزارةِ الدفاع شرعت في التخطيطِ والتحضيرِ لهذه الإذاعة، في إطار مواكبة أوجه التطورِ والتحديث الذي تشهده السلطنةُ في كافة المجالات، وبما يتماشى ورؤية عمان (2020-2040)، وبما يتوافق مع مستجدَّات العصرِ في مجالِ الاتصالِ والإعلامِ وتقنيةِ المعلوماتِ وتكنولوجيا الاتصالات.
خطابات السلطان.. القوات المسلحة حاضرة دائما
ومنذ توليه مقاليد الحكم، حرص السلطان هيثم على التأكيد في كل خطاباته على اهتمامه الخاص والراسخ على أهمية تطوير القوات المسلحة وتحديثها لترقى إلى الجيوش الحديثة تدريبًا وتسليحًا.
وفي أول خطاب له يوم تسلمه مقاليد الحكم يوم ١١ يناير الماضي، أشاد السلطان هيثم بدور القوات المسلحة في الانجازات التي تحققت في السلطنة، مشيرا إلى أن تلك الإنجازات ما كانت ستحقق “لولا ثبات ورسوخ الأمن وانتشار الأمان في ربوع هذه البلاد الذي ما كان ليتحقق إلا بوجود قوات مسلحة جاهزة وعصرية ومعدة إعدادًا عاليًا بكل فروعها وقطاعاتها، وأجهزة أمنية ضمنت استقرار البلاد واحترام المواطنين فنحن نقدر دورها العظيم في ضمان منجزات ومكتسبات البلاد.
وفي خطابه الثاني ٢٣ فبراير /شباط الماضي، وجه السلطان هيثم كلمة شكر وتقدير للقوات المسلحة، قائلا:” نود أن نسجل بكل فخر واعتزاز كلمة ثناء وعرفان لجميع العاملين بقواتنا المسلحة الباسلة في القطاعات العسكرية والأمنية القائمين على حماية هذا الوطن العزيز والذود عن حياضه والدفاع عن مكتسباته”.
وأكد “على رعايته لهم واهتمامه بهم لتبقى هذه القطاعات الحصن الحصين والدرع المكين في الذود عن كل شبر من تراب الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه”٠
وفي خطابه يوم ١٨ نوفمبر الماضي بمناسبة العيد الوطني الخمسين للسلطنة وجه سلطانة عمان التحية للقوات المسلحة وأكد أنها ستلقى منه كل الرعاية.
تطوير متكامل
وتحرص السلطنة على تطوير وتحديث قواتها المسلحة لأداء دورها الوطني وفق منظومة متكاملة الأركان، تشمل جودة الأداء والتدريب العالي، والتطوير الممنهج، والاقتناء المخطط وفق الحاجة للأسلحة والمعدات، وإنجاز المشاريع الوطنية الطموحة إلى جانب تأهيل منتسبيها لتكون دائما وأبدا الداعم الرئيسي لجهود التنمية الشاملة في البلاد، وحامي منجزات نهضتها.
وحظي الكادر البشري باهتمام خاص باعتباره الثروة الحقيقية والمكوّن الأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العماني، وسلاح الجو السلطاني العماني، والبحرية السلطانية العمانية، إلى جانب الحرس السلطاني العماني.
بجانب خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية، انتهجت السلطنة خططًا لتزويد قواتها المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية، ومدفعية وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والزوارق المتطورة دعمًا للدور الوطني الذي تضطلع به القوات المسلحة.
ويجري باستمرار اقتناء الأسلحة وفق خطط الجيش السلطاني العماني التي تمكنه من الوفاء بمتطلباته العملياتية وواجباته الوطنية، والتكيف مع استراتيجية بناء المنظومة العسكرية العمانية المتكاملة.
سلاح الجو السلطاني
وشهد سلاح الجو السلطاني العماني نقلة نوعية على كافة الأصعدة التي يُعنى بها السلاح ما جعله قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من طائرات ومقاتلات حديثة ومعدات متطورة وقوى بشرية مؤهلة قادرة على صون منجزات النهضة العمانية الشاملة وفق منهج مخطط مدروس.
وقد تم تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتنوعة منها المقاتلة
وطائرات النقل اللوجستية، والطائرات العمودية، ومنظومة الدفاع الجوي، مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات، وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية.
وتعد أكاديمية السلطان قابوس الجوية أحد أهم الصروح التدريبية بسلاح الجو السلطاني العماني، وقد حظيت هذه الأكاديمية بإعداد وتأهيل الضباط والطيارين، والمساهمة في تأهيل منتسبي قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى.
البحرية السلطانية العمانية
وشهدت البحرية السلطانية العمانية العديد من الإنجازات والتطوير، حيث تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية استراتيجيا وأمنيا واقتصاديا من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحر الإقليمي العماني.
وتضم أسطولًا مزودًا بالأجهزة والمعدات ذات قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية، والسفن الصاروخية السريعة، وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي)، التي تقوم بحماية الشواطئ العمانية، وتأمين مياهها الإقليمية والاقتصادية، ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) .
كما أن من ثمرات مسيرة النهضة ، إنشاء مركز الأمن البحري الذي يُعنى بالحفاظ على أمن البيئة البحرية العمانية والتصدي لكافة المخاطر الأمنية البحرية التي تقع في البحر الإقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة للسلطنة.
الحرس السلطاني العماني
أيضا حظي الحرس السلطاني العماني كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام ، حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، بالإضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية والإدارية.
وتسعى كلية الحرس التقنية إلى دعم الحرس السلطاني العماني وأجهزة الدولة الأخرى بالكوادر المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي.
صروح أكاديمية عسكرية
وتم في مسيرة النهضة العمانية إنشاء كلية الدفاع الوطني التي تم افتتاحها رسميا في 11 ديسمبر 2013م، وتعد مثالا للمرتكزات التي يستند عليها فكر النهضة منذ انطلاقتها في العام 1970م.
وتعد الكلية أعلى صرح أكاديمي استراتيجي يُعنى بإعداد الكوادر الوطنية القادرة على دراسة الفكر الاستراتيجي والتخطيط على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في المجالات ذات العلاقة بالأمن والدفاع وصناعة القرارات الاستراتيجية، وتنمية القدرة على توحيد وتكامل وتنسيق الجهود الوطنية في كافة المجالات في إطار وطني شامل.
أيضا هناك كلية القيادة والأركان بقوات السلطان المسلحة ، حيث تمكنت من شقِّ طريقها كمؤسسةٍ عسكريةٍ أكاديميةٍ وأصبح لديها سجلٌ حافلٌ بالكثير من الإنجازات، وتشهد الكلية تطورًا إيجابيًا ملحوظًا.
وتمنح الكلية درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، ومنذ افتتاحها في 11 ديسمبر 1988م، ترفد الكلية قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني والأجهزة الأمنية الأخرى بضباط مؤهلين في مجال القيادة، ليتمكنوا من القيام بمهام ووظائف قيادية في المستقبل.
تعد الكلية العسكرية التقنية منارة من منارات العلم التخصصية الحديثة لما تمتلكه من إمكانيات وقدرات عالية، حيث المناهج الأكاديمية المتقدمة والكفاءات التدريبية المؤهلة، علاوة على الحلقات التدريبية المتطورة والإدارة الأكاديمية الناجحة.
وتمنح الكلية مستويات تأهيلية متنوعة تصل إلى درجة البكالوريوس، لتسهم بذلك في استيعاب مخرجات التعليم العام بالسلطنة، إلى جانب تحقيق نسبة عالية في تعمين الوظائف الأكاديمية والمساندة في الكلية.
ويعد التوجيه المعنوي مرآة وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة والناطق الرسمي باسمها، وهو يجسـد وظائف الإعلام العسكري المتمثلة في (الأخبار العسكرية، والتوعية والتثقيف بمختلف أنواعه وأشكاله، والتحصين المعنوي والنفسي، ودعم العمليات العسكرية)، ويضطلع التوجيه المعنوي بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني الكبير الذي تؤديه قوات السلطان المسلحة.
الاولى نيوز – متابعة