مشكلات التعليم الالكتروني
بشير خزعل
العقبات التي واجهت التعليم الإلكتروني للدراسة الابتدائية والثانوية في العام الدراسي الماضي في العراق، كما اعلنها مركز الاعلام الرقمي، لم تجر معالجتها وتم تجاهلها وظلت المعوقات على علاتها، فالآلية المتبعة حالياً تتطلب جهازاً ذكياً واتصالا جيدا بشبكة الانترنت، وهذه العملية قد تحرم آلاف الأطفال في المناطق التي تقع تحت خط الفقر ومناطق الاطراف واحياء شعبية كثيرة من التعليم لعدم وجود شبكة اتصال متكاملة ومستمرة او لعدم قدرة بعض الاسر على توفير الاتصال بالانترنت لاسباب مادية، ومن المفترض ان الدراسة الالكترونية تسهل انضمام أعداد أكبر من الدارسين وتساعد على استيعاب الطلبة من الفئات المختلفة، ومن المتوقع ان التحول الرقمي يسهل انضمام أعداد أكبر من الدارسين وتكون تكلفته اقل مقارنة بالمبالغ الطائلة التي تصرف على متطلبات حضور الطلبة في المدرسة، لكن نرى ان المدارس الاهلية في العراق وخصوصا مدارس الخارج انفردت بفرض مبالغ طائلة على طلاب المدارس بعد ان اغلقت وزارة التربية عينيها واذنيها عما تقوم به تلك المدارس التجارية خارج العراق، اذ تراوحت اسعار اجور الدراسة الابتدائية بين 1400 دولار و2000 دولار لمرحلة السادس الاعدادي، في مجال التعليم على الدولة أن تتخذ قرارا موحدا صارما لا مجال فيه للاجتهاد لا لمدارس حكومية او اهلية، وأن تجد حلا واقعيا لاتصال متاح للطلبة بمنصة التعليم، فليس من مسؤولية الطالب الخوض في مشكلات الانترنت، وعلى شركات الاتصالات التنسيق فيما بينها لاعطاء الاولوية لاتاحة الخدمة السريعة لمنصات التعليم وخفض اجورها للطلبة، اما المدارس الاهلية التي اصبحت واقع حال مريرا بعد تراجع مستوى التعليم الحكومي، فعلى وزارة التربية أن تلتفت الى تحديد الاسعار بشكل مركزي، سواء داخل او خارج العراق، وتسهل مهمة الطالب ولا تتركه تحت رحمة المستثمرين في مجال التعليم . من اجل انجاح هذا النوع من التعليم يجب تحديد الأهداف التعليمية الواجب تحقيقها و قبول الاجابات والافكار وتقديم المعرفة بسهولة بالغة لا يشوبها اي تعقيد، كذلك يجب على الحكومة العراقية تحسين مستوى خدمة الانترنت، كونه العنصر الاساس والحاسم في نجاح هذا النوع من التعليم، وتعليم المدرسين طرق التدريس الالكتروني من خلال دورات تدريبية لكل من يشترك في غرف التعليم الالكتروني، سواء من ناحية المادة العلمية للطلبة وطرق ايصالها أو من ناحية تقييم مستوى اجابات الطلبة، فالكثيرون من كلا الطرفين المدرس والطالب قد يحتاجون بعض الوقت للتمرس على هذا النوع من التعليم .