بعد أسبوع على الدوام.. ظهور إصابات بفيروس كورونا بمدارس في بغداد
كشف مدير عام دائرة صحة الكرخ، جاسب لطيف الحجامي، الجمعة، عن ظهور إصابات بفيروس كورونا بمدارس في بغداد.
وقال الحجامي، في مقال نشره عبر صفحته الرسمية، في “الفسيبوك”:
هل حصلت مناعة القطيع (Herd Immunity ) في العراق ضد فايروس كورونا المستجد COVID-19؟
تشهد دول العالم المختلفة في هذه الاوقات زيادة كبيرة في عدد الاصابات بفايروس كورونا المستجد COVID-19 توازيها زيادة ملحوظة بعدد الوفيات الناتجة منه مع انخفاض درجات الحرارة يقابلها انخفاض واضح بعدد الاصابات و الوفيات في العراق و الاسباب لازالت غير معروفة، و لكن هناك مجموعة من الاحتمالات اهمها احتمال حصول نوع من مناعة القطيع(Herd Immunity ) ادت الى النتائج المذكورة آنفاً، و هناك جملة من المعطيات لابد من ذكرها و نأخذ دائرة صحة بغداد الكرخ نموذجًا ، و من اهم هذه المعطيات:
١- انخفاض كبير في عدد الحالات اليومية المسجلة مقابل زيادة بعدد الفحوصات ، حيث كانت الحالات الموجبة تمثل ٤٠ الى ٥٠٪ من عدد الفحوصات اما الآن فلا تتجاوز ١٠٪ من عدد الفحوصات في اغلب الاحيان.
٢- ارتفاع نسبة الحالات في العزل المنزلي لاكثر من ٩٧،٧٪ من اجمالي الحالات المسجلة و هي تمثل الحالات التي لا تظهر عليها اية اعراض او تظهر عليها اعراض خفيفة، وهي اكثر من النسبة العالمية.
٣- انخفاض نسبة الداخلين في المستشفيات الى اقل من ٢،٣٪ من اجمالي الحالات المسجلة و لاول مرة منذ ظهور المرض في جانب الكرخ، وهي اقل من النسبة العالمية.
٤- انخفاض نسبة الحالات الحرجة الى ٠،٩٨٪ تقريبًا و هي اقل من النسبة العالمية.
٥- ارتفاع نسبة الشفاء الى اكثر من ٩٤٪ مع انخفاض نسبة الوفيات الى ١٪ و انخفاض نسبة الحالات النشطة الى اقل من ٥٪ و هذا افضل من كثير من دول العالم.
٦- ارتفاع نسبة الذين كونوا أجسامًا مضادة لفايروس كورونا (Immunoglobulin G IgG و Immunoglobulin M IgM) ما بين ٣٠الى ٤٠ ٪ من مجمل الذين يجرى لهم فحص الاجسام المضادة يوميا و هم من غير الذين ظهرت عندهم اصابات سابقة، و هذا دليل واضح على اكتسابهم شيء من المناعة او ظهرت عندهم اصابة بدون اعراض ولم يعلموا بها.
٧- أثبتت الفحوصات اليومية في المدارس اصابة بعض الاساتذة والطلاب من غير ظهور الاعراض عليهم و هذا ما حصل في احدى المدارس في مدينة الشعلة مثلاً حيث اظهرت الفحوصات اصابة ٨ اساتذة من اصل ٢٥ أستاذًا، اي ما نسبته ثلث العدد تقريبًا، و هذا يظهر بوضوح تطوير بعضهم او جميعهم مناعة ضد المرض ادت الى عدم ظهور الاعراض عليهم.
و من المعطيات المذكورة آنفاً و خصوصًا ما ورد في الفقرتين الاخيرتين (٦ و ٧)يتضح ان عدداً كبيراً من سكان جانب الكرخ من بغداد قد اصيبوا و لم تظهر عليهم الاعراض او اكتسبوا شيئا من المناعة بدون ان يصابوا اضافة للذين اصيبوا و اكتسبوا الشفاء و هذا ما يطلق عليه ( مناعة القطيع Herd Immunity )
و اكاد اجزم ان اكثر من ثلث السكان في الكرخ او اكثر من مليون و ربع المليون طوروا شيء من المناعة بسبب الاصابة المباشرة او بتكوين كمية من الاجسام المضادة لفايروس كورونا المستجد بدون اصابة تقيهم الاصابة او تجعل الاعراض خفيفة، مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم وجود بحوث تؤكد دوام هذه المناعة لفترات طويلة حيث لازالت المعلومات عن الفايروس و المناعة المكونة ضده قليلة نوعاً ما و كذلك لايوجد دليل قطعي بعدم تكرار الاصابة مرة اخرى.
ان الالتزام باجراءات الوقاية التي اهمها التباعد بين الافراد بمسافات مناسبة و ارتداء الكمامة في ظروف معينة و تعقيم اليدين في ظروف معينة( مع ضرورة عدم الافراط كما اراه عند البعض) قد تكسب الفرد مناعة تدريجية و يطور جسمه عدد من الاجسام المضادة باستمرار، و ربما من النادر ان نجد شخصًا لم يدخل جسمه عدد من الفايروسات قلت او كثرت في ظل ظروف عدم الالتزام التي نعيشها في العراق.
و من هنا اجد من الضروري الاستمرار باجراءات الوقاية حتى تتكون مناعة كافية لدى الجميع و كذلك وصول اللقاحات اللازمة حتى يتم التخلص من هذا الفايروس نهائياً.
و لا ننسى لطف الله سبحانه و تعالى و رحمته التي هي السبب الاول و الاخير في كل خير يصيبنا.