التوتر يتصاعد بالإقليم.. أكراد العراق ينقلبون على حزب العمال الكردستاني
تصاعدت التوترات في إقليم كردستان العراق، بعد التصريحات العلنية لمسؤولي الإقليم المناهضة لحزب العمال الكردستاني “بي كاكا”، وتوقيع اتفاقا أمنيا مع الحكومة المركزية في بغداد، مما يزيد الضغط على الجماعة لترك مخابئها في جبال شمال العراق، وفقا لمجلة فورين بوليسي.
وتسبب اغتيال مسؤول حدودي كردي في 8 أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى استهداف خطوط الغاز والجنود البيشمركة، على يد قوات العمال الكردستاني، بحسب اتهامات مسؤولي الإقليم، إلى إبراز التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين حكومة إقليم كردستان وحزب العمال الكردستاني.
لطالما تم تصنيف حزب العمال الكردستاني الذي يقوده الأكراد كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا. كما تم تسميته كمهرب مخدرات أجنبي مهم من قبل الولايات المتحدة في عام 2008، ويمارس نوعًا من القوة الشبيهة بالمافيا في مناطق معينة، على حد وصفهم.
ويستخدم الحزب جبال قنديل في شمال العراق، التي تقع مباشرة عبر الحدود من تركيا، كمخبأ وأرض تدريب خلال قتاله الذي دام عقودًا ضد تركيا، وفي يونيو الماضي، بدأت تركيا في تصعيد هجماتها على حزب العمال الكردستاني في العراق، مستهدفة مواقعها العسكرية في جبال قنديل وسنجار بالإضافة إلى مواقع أخرى يتواجد فيها الحزب.
وقال قائد القطاع السادس في البشمركة، اللواء سيروان بارزاني في تصريحات في عام 2019، إن حزب العمال الكردستاني يمثل مشكلة لحكومة إقليم كردستان، وأضاف أنه يجب اتخاذ إجراء ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وحث الحكومة العراقية على اتخاذ خطوة.
وأشار إلى أنه حتى يتم وضع جميع الأسلحة في العراق ككل تحت سيطرة الدولة، سيستمر تعرض الناس للهجوم من قبل الحزب، وستمنع المخاوف الأمنية الاستثمار في المنطقة التي تعاني من ضائقة مالية.
وفقًا لتقاريره الخاصة، يحتفظ حزب العمال الكردستاني بـ 37 قاعدة في إقليم كردستان العراق، وقال إنه قد يلجأ إلى العنف ردًا على تعدي حكومة إقليم كردستان.
كما أعرب الجنرال بارزاني عن أسفه لتأثير حزب العمال الكردستاني في إقليم سنجار المتنازع عليه، والذي يقع على طول الحدود السورية، مشيرًا إلى أن العديد من النازحين الأيزيديين داخليًا لم يتمكنوا من العودة بسبب الارتباك وانعدام الأمن الناتج عن وجود عدة مجموعات مسلحة.
رد فعل عنيف
كانت الحكومة في بغداد وقعت مع حكومة أربيل اتفاقية تهدف إلى استعادة الأمن في سنجار، والتي تؤكد بشكل رئيسي ضرورة إخراج الحزب من المنطقة.
أثارت الاتفاقية رد فعل عنيف من حزب العمال الكردستاني. في الشهرين الماضيين، شن حزب العمال الكردستاني عدة هجمات على قوات حكومة إقليم كردستان ومنشآتها وبنيتها التحتية.
ونددت المجتمعات الآشورية التي تعيش بالقرب من دهوك في شمال بحزب العمال الكردستاني، وذكر معهد السياسة الآشورية بأن “مقاتلي حزب العمال الكردستاني يحتلون قرى آشورية مختلفة، الأمر الذي تسبب في العديد من العواقب السلبية للآشوريين المحليين، مثل التهديدات على سلامتهم والقيود المفروضة على حركتهم”.
كما بدأ الدعم الطويل الأمد من إقليم كردستان لحزب العمال أو على الأقل قبوله يتغير، وأفاد السكان المحليون أنه يتم اختطاف المراهقين في المنطقة على أفراد تابعين لحزب العمال الكردستاني، وأن الكثيرون من المجندين من الحزب يترددون على المقاهي وغيرها من المناطق التي يتجمع فيها الشباب، “يستهدفون الضعفاء ويفترسونهم”.
أحد المسؤولين الأمنيين في الإقليم، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه لم يُصرح له بالتحدث إلى وسائل الإعلام، شجب بغضب “رفض حزب العمال الكردستاني الاستماع” لمسؤولي حكومة إقليم كردستان على الرغم من أنهم قدموا ملجأً منذ فترة طويلة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني كجزء من ما اعتبروه صراعًا أكبر من أجل دولة كردية.
وبالرغم من أنه ينظر للرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، على أنه سياسي مؤيد للأكراد، إلا أنه في أوائل عام 2016، قارن بايدن حزب العمال الكردستاني بتنظيم داعش، قائلاً إنه “تهديد مماثل” و “جماعة إرهابية واضحة وبسيطة”.