نظرية الفستق
هادي جلو مرعي
درسنا في مراحل مختلفة نظريات في المعرفة والعلوم والرياضيات، ولعل ذلك مهم للغاية في التعلم، ثم التحول الى التعليم، وتدريس، وتدريب الآخرين، وتتعدد تلك النظريات، وتختلف بحسب المجال الذي وضعت فيه، وبعض تلك النظريات تدحض لاحقا، وتنهار ببزوغ نظرية جديدة تشغل الرأي العام، والجامعات، ووسائل الإعلام.
ألفت عبر العصور كتب تشبه المحاضرة الطويلة التي يستغرق الأستاذ لإكمالها وقتا وجهدا، وقد يصيب الطلاب الملل والكآبة، لكنه في النهاية يصر على إتمامها، والتأكيد على طلابه بالدرس والحفظ والفهم، وهم أبعد مايكونون عن ذلك، ولكن بعض تلك الكتب تصف ماتقوله بالنظرية، وهو ليس كذلك خاصة إذا كان مافيها جملة من الوصايا المتعلقة بالحياة، وتحقيق الذات والإمكانات، وتجاوز المصاعب والأخطاء، والتعلم منها قدر المستطاع، وقد يوجه مؤلفوها ماوضعوه الى الشباب والمراهقين.
نظرية الفستق كتاب لذيذ، بعدد من الأجزاء يتضمن وصفات فكرية للتعلم والفهم والتعامل مع التحديات، وجعل الغلاف صورة لحبات فستق منفلقة، وهناك صبغة خضراء تعشقت بالورق، ولعل اللافت في العنوان أنه يثير الإنتباه، ويحرك الهواجس، ويدفع من يسمع به الى البحث عنه، والتعرف على مافيه، وربما نقل بعض منه بطريق الحكايات الى الشركاء في الحياة. نظرية الفستق لايمكن أن تنجح عندما تغادر الحياة في بلد ما حالة الإستقرار، وتتحول الى الفوضى، وتكون عرضة لهزات الحروب والحصارات والفساد، والمنافسة السياسية التي تستهدف الوصول الى المكاسب على حساب الشعب الضعيف والمستباح، وهو الحال الذي تعيشه بلدان عدة وشعوب، وتدفع الثمن باهظا دون معرفة الشئ الذي يستحق ذلك الثمن، والتضحية التي يمكن تقديمها بروح عالية، وهنا تبرز نظرية التكتك التي تمثل شكلا من أشكال الإحتجاج، أو الإستخدام الفوضوي الذي يصعب تلافي الضرر الناتج عنه.