مقالات

العراق..وأي رئيس مقبل؟

د. فاتح عبدالسلام

بعد تحشيد القوى ذات النفوذ في الحكم بالعراق ضد الوجود الامريكي بما فيه الدبلوماسي عبر قصف السفارة أو الدعوة لتقليصها والاتجاه للتخلي عن الدعم العسكري الذي قد تقطعه واشنطن بنفسها مع انسحاب جنودها، تكون الاهتمامات بمقدم رئيس أمريكي جديد نوعاً من الفضول العادي الذي يتحلّى به أيّ مواطن عادي يضرب ويرفع ويكبس على راحته في تحليلات كونية وهو يرتشف الشاي مع أم العيال التي تنظر اليه كأحد صناع القرار في العالم .

في العراق، لا توجد آليات سياسية تخطيطية لأدوات الحكم للافادة من مجيء رئيس جمهوري أو رئيس ديمقراطي الى البيت الأبيض، وأجزم أنّ السياسيين هناك لا يدركون الفروق الجوهرية بين الاثنين أو حتى الفروق الهامشية.

معظم السياسيين العراقيين لهم ذكريات حميمة فقط في أحضان الجمهوري المحتقر بنظر اغلبية الشعب العراقي جورج دبليو بوش الذي احتل بلدهم برضاهم، ليس أكثر، والصور والفيديوهات والوثائق ما تزال تنقل ما لا يمكن محوه بتصريحات محابية لايران أو سواها اليوم.

من الحاجات الملحّة للحكم في العراق أن يدرك مَن هو الذي يحكم في الدول الست المحيطة بالبلد، وأن تكون هناك وقفات جدية مع أي حاكم جديد يصل الى احدى هذه الدول الست بما يرسم خارطة عمل جديدة من أجل المصالح العراقية.

لقد تغيّر قبل أيام حاكم في إحدى تلك الدول المجاورة، من دون أن يعي المعنيون بدفة الحكم معنى ذلك، وكيف يمكن أن يتم العمل لتصحيح ماكان من انزلاقات غير مبررة وتعزيز الجيد بما يعود بخدمة مستدامة للعراق، لا تتأثر بظروف سياسية.

أعرف ان هذا الكلام لا يستقيم إلا مع البلدان التي لها رسوخ في تقاليد سياستها الخارجية، وأنَّ قياداتها تدرك آنها تعمل للاجيال، وليس لحزب أو حصة اقطاعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى