ماذا بعد 25/10/2020
سعد السامرائي
خرج الالاف بتظاهراتهم التي اختاروها لتكون سلمية من أجل عمل التغيير المطلوب لانهاء الفساد المستشري منذ عام 2003 الذي تسببت به مجموعة عملاء متحالفين مع ايران الشر مما أدى الامر لأن يمتلك رؤساء هذه المجاميع مليارات الدولارات بينما يقاسي الانسان العراقي من ابسط انواع الخدمات العامة التي توفرها بصورة طبيعية كل دول العالم ويصاحب ذلك اعلان أن خزينة الدولة تفلس وتعجز عن سداد رواتب موظفين ومتقاعدين في مسرحية كاذبة أخرى من أجل اذلال الشعب العراقي وجعله يلتهي بهمومه ومشاكله , حسبما علمنا فان العزيمة والاصرار موجودة ومتوفرة مع من سيخرج متأملين في مسعاهم طريقين:
الاول أن يرضح الفاسدون لطلبات الشعب بالتغيير !, وهذا أشبه بحلم ابليس بالجنة ليس تشخيصا للمتظاهرين بل تشبيها للمستحيل لهذا المسعى أو أن يتحرك الرأي العام العالمي المتمثل بالمنظمات التقدمية التي تولد الضغط لكي تتدخل حكومات العالم من أجل التغيير الحقيقي لا من أجل تغيير حكومة لن تختلف عن سابقاتها بالسرقات وحب التملك الاناني وهذا سيكون أمل يرثى له حسب التجربة السابقة رغم أنها أخذت زخم اعلامي كبير قدم المتظاهرون الاف الجرحى ومئات الشهداء دون جدوى.وكأن من يتطلع للتغير بهذه الطريقة لا يرى لقاءات الفاشل الجديد مع رؤساء دول أوربية مثل فرنسا وبريطانيا وأمريكا ودعمهم لبقائه مقابل اصلاحات تلميعية لا اكثر .
ودراسة توقعية لما بعد 25/10 فان خسائر المتظاهرين ستستمر من قتلى وجرحى رغم تفاوت الاعداد وستكون غلطة كبيرة لو قامت بذلك الاجهزة المسلحة حتى وان يتم تبريرها بان الحكومة تتطلع الى رغبة الشعب لكنها تعمل من أجل ايقاف الفوضى و تطبيق النظام هذا النظام الذي فشلت هذه الحكومة من تطبيقه على مجرمين قتلة توفرت لديها كل اثباتات التجريم والأدلة ,اذن متوقع أن تطبق الحكومة الفاشلة المثل القائل ( عبيد للأجنبي همُ ,أسود على ابناء جلدتهم ) باعتبار الميليشيات عميلة للمجوس والمتظاهرون ابناء البلد..
ربما سيخرج مع المتظاهرين او لا يخرج من ارادها وسعى للتغيير بالقوة على اساس ان المشاركة مهما كانت نتائجها فأنها تدل على نفاذ صبر الشعب من حكومات الفساد والقتلة . وهؤلاء يؤمنون من ان ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يعود الا بالقوة وفي هذا منطق معقول ومقبول حيث أن من أخذ وسرق وحكم بقوة السلاح فانه لن يترك ما هو فيه الا اذا تم اجباره والا فانه سيدافع عن موقعه ولن يتنازل عنه لانه يعرف ان التنازل عنه فيه نهايته .لكن هل أن هؤلاء قد جمعوا من المناصرين المستعدين بالتضحية بالنفس ليقوموا بالتغيير بالقوة ؟
وهل لديهم اسلحة كافية ليقوموا بهذه الثورة ؟؟..لا أعتقد , ولذلك فانهم قد يشاركوا بالتظاهرات وقد يشكلوا خلايامقاومة صغيرة تقوم مثلا باغتيالات رؤساء الكتل من أجل التأثير على معنويات اتباعهم أو أن يقوموا بعمليات عسكرية يستولون فيها على ما يعينهم للاستمرار .
ذلك لأن كل من يدعي انه مع الشعب العراقي من الدول العربية والاجنبية هم كاذبون ويتمنون أن يبقى العراق بلدا ضعيفا وشعبه ذليلا كي لا ينهض و يجعلهم يفيقوا من سباتهم .
اذن نتوقع انبعاث الكفاح المسلح العراقي الذي سيقاوم الميليشيات الاجرامية العميلة ومنها داعش التي تقوم مع هذه الميليشيات الولائية باستمرار وبمنهجية قتل وتشريد ابنائنا من اجل التغيير الديموغرافي وهذه صفة ما بعد 25/10 حسب تركيب مربعات الاحداث القادمة التي اتوقعها .