الانتخابات مابين برامج للتغيير ودجاج وبطانيات للتاثير
انطلاقة سريعة قد تكون اسرع من الصوت تلك التي يتتسابق بها المرشحون للانتخابات البرلمانية بامتيازاتها الدسمة والتي يسيل لها لعاب القاصي والداني فلا تغادر صغيرا او كبيرا والا وله حلم بركوب السيارات المدرعة ذات الدفع الرباعي والحصول على الملايين والجواز الدبلوماسي والحمايات التي تتراكض من بين ايديه ومن خلفه في صورة نمطية للبرلماني الذي بات النموذج الذي ينتقده الجميع رغم حلمهم بتبوء مكانه ..
الدعايات الانتخابية لم تختلف في ماديتها عند العديد من المرشحين عن احلامهم بالكرسي دون النظر للمهمة الوطنية المناطة به فغابت البرامج وحضرت الدجاجات المشوية مع البرياني والمقبلات وكارت يحمل اسم المرشح وتسلسله وصورته مبتسما وهو ملقى في حضن دجاجته المشوية تحت غطاء مسلفن ..الدجاجة البرلمانية وجدها هذا المرشح كفيلة باقناع الناخب باهليته لدخول البرلمان تحت شعار يا موكلنا ويا مشبعنا ..فيما اعتبر مرشح اخر ان البتيتة هي مطلب ربة البيت فكانت اكياسها توزع بيده السخية وابتسامته للجمهور العاشق للبتيتة.
اما قصة البطانيات والمدافئ فهي طريق اخر سلكه مرشحون من بين المرشحين للوصول الى سرير الناخب لتدفئته في ايام الخميس /هلا بالخميس/ كلما نقصت جرعات الحنان ليشعر بحنية المرشح الغيور على دفء شعبه فيجد الاهلية له للانتخاب ولكن الاجر والثواب حضر في احدى الدعايات الانتخابية بتسيير باصات مجانية لنقل الزائرين وعليها اللافتات الانتخابية والتي لم يتهنى الزائر بها الا اسبوع او اسبوعين قبل الانتخابات لتختفي بعدها دون عودة منتظرين اربع سنوات اخرى ليحضوا بتوصيلة من فئة “البلوشي” في الزيارة بدل دفع ال500 دينار لصاحب الستوتة.
الا ان كل مرشح وله وزنه وحوبة توزيعته فمن ابو دجاجة الى من وزع سندات اراض رقص لها الحاصلون عليها طربا في حينها ولحظتها الا انهم لم يستلموها لحد الان بعد مرور اربع سنوات والتبليط والخدمات و”الحب كله حسيته فيك ” في ايام الانتخابات هذه الانماط الدعائية الاستهلاكية التي يستهدف بها الفقراء والبسطاء تكشف خطورة الوجوه التي تروم دخول المجلس بالغش وشراء الذمم الفقيرة واستغلال افة العوز والفقر التي زرعوها بين الناس ليحصدوا ثمارها من فتات مانهبوه في دورات انتخابية لاحقة
وفي المقابل فان البعض يعقد الامل على كفاءات عراقية مهاجرة لم ترض بواقعها الراهن اضافة للكفاءات الوطنية المحلية التي جاءت تزاحم المنتفعين لعل المواطن يرى ضوءا في نهاية النفق فمن المهندس الحاصل على اعلى الشهادات المتبني لثقافة البرامج الانتخابية بدل الترشيح المبني على مكسب وقتي زهيد ورخيص سرعان مايدفع ثمنه وطن باكمله، فان التوقعات باحلال وجوه اكثر كفاءة واردا في ظل احتدام الصراع على الاصوات بمن يحمل رؤيا وبرنامج للتغيير ومن يحمل دجاجا وبطانيات للتاثير.
فيما ضمت القوائم الانتخابية اكبر عدد من الاعلاميين والناشطين المدنيين قياسا بالدورات السابقة فما بين الاعلامي المحلل السياسي ابو فراس الحمداني ووجيه عباس الذين يملكان قاعدة مشاهدين واسعة حضر عزيز الحاج ولينا فائق ورشا فاروق وطامي احمد وغيرهم من الاعلاميين في الانتخابات بشعارات مدنية صرفة تهدف الى بناء مؤسسات اصافة لزيادة عدد التيارات المدنية وتجمعات للكفاءات من اصحاب الشهادات العليا واساتذة الجامعات فان التوقعات باحلال وجوه اكثر كفاءة واردا في ظل احتدام الصراع على الاصوات بمن يحمل رؤيا وبرنامج للتغيير ومن يحمل دجاجا وبطانيات للتاثير.