آذربيجان وأرمينيا تعارك قمران فمع من نكون
هادي جلو مرعي
الحرب بين آذربيجان وأرمينيا سببها نقاط توتر قومي وديني، وإستقطاب حاد بين معسكرات عدة، ولعلي أجزم أن خروج آذربيجان الأكبر مساحة والأغنى بالنفط والغاز من معسكر السوفيت بعد تفكك إمبراطورية موسكو كان سببا في تفوق يريفان في الحرب، وسيطرتها على إقليم ناغورنو كاراباخ، ومساحات أخرى خلال حرب التسعينيات، وبرغم كون الرئيس الراحل حيدر علييف كان قريبا من موسكو، وتبوأ مناصب عليا في مجالس السوفييت، وتقلد مسؤولية أخطر جهاز أمني في موسكو، إلا أن آذربيجان تحت عباءة الروس أقرب الى موسكو قبل خروجها، وأرمينيا خارج العباءة، أو في ظلها تبقى دولة قريبة الى موسكو، وحتى فرنسا التي يقطنها الأرمن الموثرين في الثقافة، والمتجذرين فيها، ولذلك فالدعم الروسي الأوربي لأرمينيا ليس محلا للتشكيك، وذلك أدى في حينه الى تفوق الأرمن في الحرب، وتوغلهم في الأراضي الآذربيجانية. نجح الرئيس الحالي إلهام علييف في تطوير قدرات أذربيجان الدفاعية والإقتصادية، ونوع مصادر السلاح وطور علاقاته مع دول عدة، وحاول التفاهم أكثر مع عواصم كانت تدعم يريفان، وقام بتحديث بلاده، وحاول جاهدا تدعيم جيشه بالتدريب والسلاح، وتحالف مع العدو اللدود لأرمينيا وهي تركيا صاحبة الإرث القاسي في العلاقة مع الجارة الشرقية التي ماتزال تطالب العالم بالإعتراف بمجازر العثمانيين ضد الأرمن، والتي تحولت الى سلاح بيد الدول التي تمر علاقاتها مع أنقرة بتوتر من حين لآخر. ترى مع من نكون، وهل يحق لنا أن ننحاز لطرف على حساب الآخر، وماذا لو طلب منا أحد الطرفين أن نكون معه، وهل يتطلب الأمر أن ننساق لعواطفنا، أم للحقائق على الأرض، وهل بإمكاننا التأثير لجهة تقريب وجهات النظر في صراع يرى طرف فيه أنه فقد أراض شاسعة من بلاده في لحظة إنكسار، وإنه لن يتردد في مواصلة الحرب حتى النصر وإستعادة المدن والأراضي التي سلبت منه يوما ما بقوة السلاح؟ واضح تماما أن حماس باكو لانظير له في ظروف تاريخية مهمة لتستمر في حملتها من اجل إستعادة هيبة أهينت قبل عقود، وتحرير الأراضي التي هي جزء من وجودها وكينونتها التاريخية، لكننا مع القمر الأقرب.