الكاظمي: لقد استلمت تركة كبيرة وأحاول إعادة المؤسسات لاختصاص عملها
أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، السبت (3 تشرين الاول 2020)، جدية حكومته في حماية البعثات الدبلوماسية في العراق، وفيما أشار الى أن مهمة حكومته الحالية هي التهيئة لإنتخابات نزيهة وعادلة، تحدث عن علاقته مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقال الكاظمي خلال مقابلة خاصة مع الدكتور نبيل جاسم على قناة العراقية الاخبارية، إن “الشعب العراقي شعر بأنه في مشكلة حقيقية، لذلك خرج في هذه مظاهرات، التي لا يمكن أن تمثل مرحلة عابرة في تاريخ العراق، بل هي مرحلة مفصلية، حيث كان هناك إحساس شعبي، بأن العراق مهدد، وأن حاضره ومستقبله في خطر، لذلك استقالت الحكومة الماضية، وجاءت هذه الحكومة”.
ولفت إلى أن “احتجاجات تشرين هي السبب الأساس في إنتاج تلك الحكومة، وعلينا التوقف عند هذا الحراك، حيث كان هناك إحساس بأزمة حقيقية ليس بين الشعب والحكومة، وإنما بين الشعب والمنظومة السياسية، لذلك قلت في خطابي الأول، إن هذه الحكومة حكومة حل، وليست حكومة أزمات، فهي خيمة لكل العراقيين في هذا الظرف الحساس الخطير”.
وأكد الكاظمي، أن بعض الجماعات السياسية، ما زالت تفكر بعقلية الماضي، وتتناسى أن 60 في المئة من الشعب العراقي، هم من فئة الشباب.
ولفت إلى أن “الاتهامات لي بدأت منذ أول يوم، ولغاية الآن، وهذا بسبب أن هؤلاء لم يفهموا المعادلة السياسية، فهذه القوى نسيت أن 60 بالمئة من الشعب العراقي من الشباب وهو ابن التكلنوجيا، وابن العالم، وليس محصوراً بالجغرافية العراقية، بعضهم أراد تكرار خطأ الماضي، ولو أعطيتهم، ما يريدون لكانوا يسبحون بحكومة الكاظمي، ويدافعون عنها، لكن مبادئي ترفض ذلك، لذلك ارتضيت لنفسي عمل حكومة تعمل على حماية الوضع الأمني من الأنهيار، والوضع الاقتصادي، من الانهيار، وحماية التوازن في العلاقات الخارجية للوصول إلى انتخابات نزيهة مبكرة”.
ولفت إلى “أنني فضلت رضى نفسي وضميري، ورضى الشارع العراقي”.
وتابع، أن “هناك من الكتل الشيعية، موقفها وطني, وداعم للحكومة، لكن المشكلة في العرف السياسي، الذي بُني بعد عام 2003”.، مشيراً إلى أن “أغلب الوزراء في الحكومة الحالية هم من داخل الوزارات، وأبناء تلك المؤسسات”.
ورد الكاظمي على جملة من الاتهامات التي سيقت قائلا: “أفتخر بأني اتهم بأني شيعي أو سني، أو كردي، فهذا التنوع هو عنصر قوة في العراق، لكنني عراقي وطني، تربيت على قيم أرض سومر، وقيم الحسين، والصحابة، والنبي إبراهيم، ولا أخوّن أحداً، فإن من يفعل ذلك هو ضعيف النفس، وليس لديه ثقة”.
وقال الكاظمي، إن “هناك من يزايد على العلاقات العراقية مع الولايات المتحدة، لكن بعضهم، ذهب إلى البيت الأبيض طلباً للخلاص من نظام صدام حسين، فلماذا هذا الانقلاب؟”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة وقعت في أخطاء كبيرة خلال مرحلة الاحتلال لغاية عام 2011، لكنها ساعدتنا في الخلاص من نظام صدام حسين، وساعدتنا في الحرب ضد داعش، وعلينا أن لا نخجل من كل علاقة فيها مصلحة للشعب العراقي، أما بعض السياسيين، فهم في العلن، ينتقدون أميركا، لكنهم في الغرف المظلمة، يخنعون”.
وتابع، “نحن لا نخجل من علاقتنا بالولايات المتحدة ولا بإيران، ولا بالسعودية، ولا نخجل من كل علاقة تخدم الشعب العراقي، وتصفير كل مشاكلنا”.
ونفى الكاظمي، تسلم حكومته تهديداً من الولايات المتحدة، بشأن غلق سفارتها في بغداد، مشيراً إلى أن العراق لن يقبل بأي تهديد من أية دولة كانت.
وقال الكاظمي: “أننا أحسسنا بانزعاج أميركي فيما يتعلق بأمن بعثاتهم الدبلوماسية في العراق، وهذا الانزعاج من حقهم، فهناك من يحاول تعكير صفو العلاقات العراقية مع دول العالم، ويأخذ العراق نحو المجهول، تحت عناوين ساذجة”.
وأكد الكاظمي، أن “هناك انزعاجاً أميركياً كذلك من الصواريخ العبثية، التي تقع على العراقيين، وآخرها حادثة الرضوانية، حيث راح ضحيتها خمسة من الأطفال والعائلات، وقبلها أحد البنايات المدنية في مطار بغداد، وبعضها على المنازل”.
ولفت إلى أن “العراق بيّن جدّيته للولايات المتحدة، بشأن إيقاف تلك العمليات، وملاحقة العناصر المتورطة بها”.
وتابع، أن “بقية البعثات العربية والأوروبية أيضاً أبدت قلقها، من تكرار تلك الهجمات”، لافتاً إلى أن ” تبعات مثل هذا الانسحاب فيما لو حصل ستكون كارثية على العراق، فهناك أزمة اقتصادية، لم تمر بها الدولة العراقية من قبل”.
وعبر الكاظمي، عن رفضه اتهام المتظاهرين بالعمالة إلى دول أخرى، وتسميتهم بـ”الجوكرية”.
وقال إن “من المعيب تسمية 560 شهيداً بأنهم جوكرية، فهؤلاء شهداؤنا، ويجب أن نضعهم في أعيننا، فهم انتفضوا على واقع مؤلم”.
وبشأن استهداف أمن البعثات الدبلوماسية، أشار الكاظمي، إلى أن “العراق غير قادر على مواجهة العزلة الدولية، بل ستؤدي إلى انهيار اقتصادي مباشر، فقد مر العراق في تجربة العقوبات التي فُرضت في زمن الديكتاتور صدام، ورأينا انعكاساتها على الوضع في العراق، والوضع الاجتماعي، بشكل عام، لذلك علينا الاعتراف بأن هذه العزلة، ستؤدي إلى انهيار اقتصادي مباشر، فالعراق لغاية هذه اللحظة، فإن واردات النفط تتعلق بالولايات المتحدة، وما زالت أغلب ودائعه لديها”.
ولفت إلى أن “قرار الحرب والسلام تقرره الدولة، وليس أطراف معينة”.
وأكد الكاظمي، أن العراق لديه في الوقت الحالي، حواراً ستراتيجياً مع الولايات المتحدة، منذ أشهر، وقد حققنا مكاسب تاريخية في هذه الحوار، وتوج بزيارة الولايات المتحدة، حيث تعهد الرئيس الاميركي بتقليص وجود تلك القوات، وإعادة انتشارها خارج البلاد”.
وأشار إلى أن “قوى شيعية طلبت مني جدولة انسحاب أميركا خلال ثمان سنوات، وحين تمكنّا من تقليص المدة اعترضت”.
وتابع، أن “الولايات المتحدة سحبت أكثر من ألفين وخمسمئة جندي، إلى خارج العراق، لكن بعض الأطراف تصر على التعامل بغوغائية، وتهدد علاقة العراق بالمجتمع الدولي”.
وبشأن التحقيقات الجارية في واقعة اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي، أكد الكاظمي، التوصل إلى خيوط عملية اغتيال الهاشمي والناشطين، وسنعلن النتائج في الوقت المناسب، فهذه الجريمة وحدت الشعب.
وتابع، أن “القتلة لا يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن، والبرنامج الحكومي، تضمن متابعة شهداء وضحايا تشرين”، مشيراً إلى أن “حجم الوجع وحجم الاصابات، كان كبيراً، فعندما يفقد شاب في عمر الورود، يفقد عينه .. مالذي يصنع عقب ذلك”.
ولفت إلى أنه “سنعلن قريباً عن لجنة من القضاة بشأن كشف الحقائق الخاصة بمقتل المتظاهرين”.
وأكد أن “هناك اتفاق من الشباب المطاردين قضائيا، من غير المتورطين بعنف أو قتل، سيكون هناك أغلاق لقضاياهم”.
وطالب الكاظمي العائلات الذين يعتقدون أن أبناءهم معتقلين في قضايا رأي عليهم إخبار الحكومة، عن طريق الأمانة العام لمجلس الوزراء، ومكتبي شخصياً، متابعاً أن “رئيس مجلس القضاء الأعلى كان له موقف مشرف تجاه قضايا المتظاهرين المعتقلين”.
وأكد الكاظمي، أن لجنة محاربة الفساد، للملفات والجرائم الكبرى، وضعت يدها على ملفات كبيرة، وتشلكت هذه اللجنة، ليس من أجل الفساد فقط، وتمكنت خلال فترة قصيرة، من الكشف عن عمليات فساد كبيرة، ففي وزارة التربية مثلاً تم الكشف عن خمسة آلاف شخص، يحصلون على أربعة رواتب من الحكومة، كما كشفت عن تلاعب بملايين الدولارات في هيئة التقاعد.
وقال الكاظمي، أن سياسية هذه الحكومة هي التوازن، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وعلاقتنا مع الدول العربية جيدة، وعلاقتنا كذلك جيدة مع الجمهورية الاسلامية، لكننا سنعمل على حماية تلك العلاقات، فهناك من يتمنى أن تسوء تلك العلاقة.
وأكد الكاظمي، أن “أغلب الكتل السياسية كانت لا تريد انتخابات مبكرة، لكن الآن أصبحت هذه الانتخابات مطلباً شعبياً، لذلك على الأخوة في مجلس النواب حسم قانون الانتخابات، وقانون المحكمة الاتحادية.
وبشأن العلاقة مع الكتل السياسية، أكد الكاظمي، أنها “جيدة مع أغلب الكتل السياسية فأنا آخذ الأمور بحسن النية، واعد علاقاتي، متوازنة، وإن كانت هناك مشكلة أو اجتهاد، فنعمل على تذليلها”.
وتطرق الكاظمي، إلى علاقته بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قائلاً: “أقدر مواقف السيد مقتدى الصدر، وهو سيد المقاومة، وليس هناك مزايدة على وقوفه ضد الاحتلال، عندما وقف بموقف كبير، وكلامي ليس انحيازاً وإنما هو تقدير لهذه المواقف، التي أحميها وأدعمها، فهذا ليس انحيازاً، بل هو تقدير لموقف تاريخي من شخص يشعر بوجع الناس، أما قضية انحياز فهذا كلام غير دقيق، وقد يكون هناك مشروع أو قيم لدى السيد مقتدى الصدر، ألتقي به معها، وقد يكون كذلك مع بقية الكتل السياسية”.
الاولى نيوز – متابعة