بعد قرار إغلاق السفارة الأميركية ببغداد .. الخارجية النيابية تحذر من ’’حصار اقتصادي’’ وسيناريوهين آخرين
حذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية، شيركو محمد، الأربعاء (30 أيلول 2020)، من السيناريو الأصعب الذي سيمر فيه العراق في حال أغلقت السفارة الأمريكية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على البعثات الدبلوماسية لمساعدة العراق في عمليات الأعمار والبناء.
وقال محمد ، إن “العلاقات الخارجية تراقب الوضع بشكل جدي وفي أكثر من مناسبة شددنا على ضرورة تأمين البعثات الدبلوماسية سواء العربية أو الأجنبية في العراق”، معرباً عن “أمله بأن لا يتطور الوضع إلى ما هو أسوء من الحالي”.
وأضاف أن “الحكومة العراقية ملزمة بحماية تلك البعثات، لان استهدافها يعرض سيادة البلاد الى الخطر ويشوه سمعة البلاد”، مؤكداً أن “العراق لا يزال بحاجة إلى البلاد العربية والأجنبية خصوصا المشاركة في التحالف الدولي لدعم أمن واستقرار البلاد”.
وبين أن “السيناريو الأصعب هو ما يتبع غلق السفارة الأمريكية في حال تحقق هذا الأمر، لان البلاد سيمنى بخسائر أمنية وسياسية إذ سيذهب للمجهول ويدخل في نفق مظلم”، موضحا أن “انسحاب البعثات العربية والأجنبة الأخرى سيؤدي إلى فرض حصار اقتصادي وسياسي”.
ودعا الدول الإقليمية إلى “مساعدة العراق في أزمة الحالية، وفق مبدأ التعاون المشترك واحترام سيادة البلاد، وعدم التدخل في القرار العراقي”.
وكان وزير الخارجية، فؤاد حسين قال، اليوم الأربعاء، إنه تم فتح قنوات حوار مع بعض الفصائل التي تستهدف البعثات الدبلوماسية والسفارات بهدف إيقاف هذا الأمر.
وذكر حسين خلال مؤتمر صحفي في العاصمة بغداد وتابعته (الاولى نيوز)، أنه “تم فتح أبواب النقاش مع فصائل المقاومة للحوار بخصوص استهداف البعثات، وخصوصاً أن بعض الفصائل لديها توجهات سياسية وهي من ضمن المنظومة السياسية”.
وأضاف، أن “اجتماع سفراء الاتحاد الاوروبي في العراق مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ناقش قرار الإدارة الأمريكية بغلق سفارة واشنطن والانسحاب من العراق”، مبيناً أن “الكاظمي أكد أن واجب الحكومة الالتزام بالقوانين وحماية البعثات الدبلوماسية”.
وتابع حسين، أن “الاجتماع بحث خطورة القرار الأمريكي بالانسحاب، وانه يبعث اشارت خاطئة سواء للمتطرفين الذين يقومون باستهداف البعثات الدبلوماسية، أو لتنظيم داعش”.
وأكد أن “البعض يتصور أن هناك انتصاراً وهميا، بعد قرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من العراق ومغادرة السفارة، إلا أن هذا الأمر سيؤدي إلى عزل العراق عن العالم، وأنه سيحرم البلاد من مساعدة العراقيين والحكومة في مواجهة تحدياتها”.
وكشف وزير الخارجية، أن “الحكومة العراقية اتخذت الإجراءات الخاصة بحماية البعثات الدبلوماسية والمقرات والهيئات الدولية، ومن واجب الحكومة إيقاف الهجمات ضدها”.
وتابع، أنه “نتمنى أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر في قرار الانسحاب من العراق، لانه اتخذ في الوقت والمكان غير المناسبين”، مؤكداً: “نحن نتفهم الظروف الانتخابية في الولايات المتحدة، فالوضع في العراق مختلفاً عن أمريكا”.
وقال حسين، إن “الحكومة العراقية أعربت عن عدم سعادتها تجاه القرار الأمريكي المبدئي، في الانسحاب من العراق وبعثت رسالة واضحة، أن العراق يرى أنه قرار خاطئ”.
وبين أن “الاستمرار بتفجير العبوات الناسفة على قوات التحالف الدولي، واستهداف بعثات الدول بالصواريخ سيؤدي إلى انسحاب بعض الدول أيضاً من العراق، وهذا ما سيزيد الوضع خطورة في بغداد أمنياً واقتصادياً وسياسياً”.
وأكمل الوزير، أن “استهداف البعثات الدبلوماسية، لا يعتبر مقاومة، بل يعد هجوماً على الدولة العراقية والسيادة واستهدافاً لأمن البلاد، وهذا ما أكدناه خلال اجتماعنا مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي”.
وأعلن حسين، أن “الحكومة العراقية ورئيس الوزراء، بدأ بالتواصل مع العديد من دول العالم، وبينا أن قرار الانسحاب الأمريكي سيؤدي إلى حرق العراق والمنطقة”.
وأضاف، أن “الحكومة بدأت أيضاً بفتح قنوات للحوار مع فصائل المقاومة، بخصوص استهداف البعثات، والتوقف الهجمات بحجة المقاومة”، شاكراً “الأحزاب السياسية والفصائل والحشد، بعد استنكار الهجمات وإدانتها”.
وبشأن الصراع الأمريكي الايراني، قال وزير الخارجية، إن “العراق يتمنى حل المشاكل بين الولايات المتحدة وإيران بالحوار، لان التوتر بين البلدين أصبح جزءاً من الواقع العراقي”.
وأضاف، أن “زيارتنا الى ايران جاءت لتوضيح القرار العراقي وكنا صريحين بان هذه العمليات ستؤدي الى فوضى السلاح، ليست في العراق بل في المنطقة، مبيناً أن “طهران وعدتنا ببذل الجهد من اجل استقرار العراق، واكدت لنا ان لا علاقة لها باستهداف البعثات الدبلوماسية”.