صباح الأحمد.. 66 زهرة تفوح بالعطاء
رحلة حافلة بالعطاء ومسيرة زاخرة بالإنجازات، تسجل بأحرف من نور جهودا بارزة على مدار 66 عاما قضاها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الذي وافت المنية، الثلاثاء، في خدمة بلاده ودفاعا عن قضايا أمته ودعم القضايا الإنسانية وجهود السلام حول العالم.
فمنذ توليه أول مسؤولية “عمل عام” في 1954، وهو في الـ25 من عمره، مرورا بمنصب أول وزير للإعلام بالكويت، ثم منصب وزير الخارجية على مدار 40 عاما، فرئيسا للوزراء خلال الفترة من 2003 إلى 2006، ثم أميرا للبلاد منذ عام 2006، لم يتوان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في خدمة وطنه وأمته والإنسانية بشكل عام.
وحققت الكويت في عهده قفزات تنموية واقتصادية في مختلف المجالات، وأسهمت وساطاته في حل العديد من أزمات المنطقة.
ببسمته المتفائلة وسياسته الحكيمة، استطاع أن يكسب حب واحترام الجميع، وتوجت مبادراته الإنسانية، التي كانت لها أصداء عالمية بتكريم رفيع من الأمم المتحدة بمنحه في 9 سبتمبر/أيلول 2014 لقب “قائداً للعمل الإنساني”، وهو لقب تم اعتماده خصيصاً له نظراً لجهوده في العمل الإنساني على الصعد كافة، ولم يتم منح مثل هذا اللقب لأحد من قبل.
وقبل أيام من رحيله منحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى، الذي يعد أحد أعلى الأوسمة في أمريكا.
مولده ونشأته
يعد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الحاكم الـ15 لدولة الكويت الابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم العاشر للكويت.
ولد في 16 يونيو/حزيران عام 1929، وتوسم فيه والده الفطنة والذكاء منذ صغر سنه، فأدخله المدرسة المباركية ومن ثم أوفده إلى بعض الدول لاسيما الأجنبية منها للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية التي ساعدته في ممارسة العمل بالشأن العام.
وكان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يرافق والده في رحلاته الخارجية، الأمر الذي ساعده باكتساب خبرة في المسائل السياسية خلال وقت مبكر، وأعطاه دراية بالدول ومعرفة بالمسؤولين وعددا من الأشخاص البارزين من أفراد شعوب تلك الدول، ما كان ذخيرة له في مستقبل حياته عن سلوك الحكام وتقديرهم للأمور.
أول منصب
بدأ حياته السياسية الأولى وتمرس في العمل العام ولم يكن قد تجاوز الـ25 عاما من عمره عندما تم تعيينه في 19 يوليو/تموز عام 1954 عضوا في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها بمهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية ووضع خطط عملها ومتابعة تنفيذ تلك الخطط.
وفي عام 1955 تولى منصب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث تولى تنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب العمل، كما أولى اهتماما بالفنون وعلى رأسها المسرح، فأنشأ أول مركز لرعاية الفنون الشعبية في الكويت عام 1956.
وفي عام 1957 أضيفت إلى مهامه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر، إذ عمل على إصدار الجريدة الرسمية للكويت “الكويت اليوم”، وتم إنشاء مطبعة الحكومة لتلبية احتياجاتها من المطبوعات ووقتها تم إصدار مجلة “العربي”.
وأبدى أمير الكويت اهتماما بارزا بإحياء التراث العربي وإعادة نشر الكتب والمخطوطات القديمة، وتشكيل لجنة خاصة لمشروع كتابة تاريخ بلاده، وإصدار قانون المطبوعات والنشر الذي كان له دور مميز في تحقيق الصحافة المحلية مكانة مرموقة بين مثيلاتها في الدول العربية.
عميد الدبلوماسيين
بعد استقلال دولة الكويت عام 1961 عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عضوا في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور البلاد، ثم عين في أول تشكيل وزاري عام 1962 وزيرا للإرشاد والأنباء، التي تحول اسمها بعد ذلك لوزارة الإعلام، ليكون أول وزير لها في تاريخ الكويت.
وفي 28 يناير/كانون الثاني 1963، وبعد إجراء أول انتخابات تشريعية لاختيار أعضاء مجلس الأمة عين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وزيرا للخارجية، لتبدأ مسيرته مع العمل السياسي الخارجي والدبلوماسية التي برع فيها ليستحق عن جدارة لقب مهندس السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين في العالم، بعد أن قضى 40 عاما على رأس تلك الوزارة المهمة قائدا لسفينتها.
وإبان عمله وزيرا للخارجية، رفع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح علم الكويت فوق مبنى الأمم المتحدة بعد قبولها عضوا فيها في 11 مايو/آيار 1963.
وبذل طوال سنوات قيادته لوزارة الخارجية جهدا كبيرا في تعزيز وتنمية علاقات الكويت الخارجية مع مختلف دول العالم، كما قام بالعديد من الوساطات التي أسهمت في حل العديد من الأزمات.
وشهدت البلاد نتيجة ذلك استقرارا في سياستها الخارجية وثباتا اتضحت ثماره في الثاني من أغسطس/آب عام 1990 عندما وقف العالم أجمع مناصرا للحق الكويتي في وجه غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والذي أثمر عن صدور قرار مجلس الأمن رقم 678 الذي أجاز استخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية لتحرير الكويت.
مسؤوليات عديدة
ونظرا لما يتمتع به من فطنة وذكاء وقدرة فائقة على تحمل المسؤولية، فقد أسندت إليه العديد من المناصب، إضافة إلى منصب وزير الخارجية، حيث عين وزيرا للإعلام بالوكالة في الفترة من 2 فبراير/شباط 1971 وحتى 3 فبراير/شباط 1975.
وفي 16 فبراير/شباط 1978 عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء الكويتي، ثم في 4 مارس/أذار 1981 تسلم حقيبة الإعلام بالوكالة، إضافة إلى وزارة الخارجية حتى 9 فبراير/شباط 1982.
ويوم 3 مارس/أذار 1985 عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية حتى 18 أكتوبر/تشرين الأول 1992 عندما تولى منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية.
وأسندت إليه مهمة تشكيل الحكومة الكويتية بالنيابة عن ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بسبب ظروفه الصحية، وذلك يوم 14 فبراير/شباط 2001.
رئاسة الوزراء
في 13 يوليو/تموز 2003، صدر مرسوم أميري بتعيين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيسا لمجلس الوزراء، ليسجل نجاحا جديدا في قيادة دفة السياسة الداخلية، كما نجح على مدار 40 عاما في قيادة السياسة الخارجية لبلاده.
منذ اللحظات الأولى لتوليه منصب رئاسة الوزراء، حرص الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على تبني رؤية شاملة وعميقة للتنمية في الكويت تطول مختلف قطاعات الدولة، وعلى رأسها القطاع الاقتصادي، فقام بتشجيع القطاع الخاص وفتح فرص العمل الحر أمام الشباب من خلال دعم المشروعات الصغيرة.
واستمر في مسيرة العطاء رئيسا للحكومة الكويتية حتى يناير/كانون الثاني عام 2006، عندما اجتمع مجلس الوزراء واتخذ قرارا بالإجماع بتزكية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد، وفقا للمادة 3 من قانون توارث الإمارة الصادر عام 1964.
تولي مقاليد الحكم
وانطلاقا من هذا القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء الكويتي، ومبايعة أسرة آل الصباح، عرض الأمر وفقا للدستور على مجلس الأمة الذي عقد جلستين يوم الأحد 29 يناير/كانون الثاني 2006، خصصت الأولى لمبايعة أعضاء مجلس الأمة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أميرا للبلاد، فيما خصصت الجلسة الثانية لتأديته القسم الدستوري بحضور جميع الوزراء، ليصبح أول أمير منذ عام 1965 يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة.
ومنذ ذلك اليوم التاريخي، وعلى مدى 15 عاما من تولي الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم شهدت البلاد نهضة تنموية شاملة.
وتم افتتاح مجموعة من المشاريع الضخمة، من أبرزها مدينة “صباح الأحمد البحرية” التي تعد أول مدينة ينفذها القطاع الخاص كاملا، ما يدل على تشجيعه على إعطاء دور أكبر للمساهمة في تنمية الكويت وتنشيط عجلة الاقتصاد.
أيضا من أبرز تلك المشاريع “مركز عبدالله السالم الثقافي” و”مدينة الكويت لرياضة المحركات” و”مدينة الجهراء الطبية” و”مبنى الركاب الجديد رقم 4″ في مطار الكويت الدولي و”مستشفى جابر الأحمد”، بالإضافة إلى تصدير أول شحنة نفط خفيف.
وفي عام 2019 افتتح الشيخ صباح (جسر الشيخ جابر) الذي يعد من أبرز المشاريع العملاقة في البلاد ورابع أطول جسر بحري على مستوى العالم كما تم افتتاح متحف (قصر السلام) الذي يعد من أهم الصروح التاريخية والمعمارية في الكويت.
إلى جانب ذلك تم افتتاح مركز (سلوى صباح الأحمد الصباح) للخلايا الجذعية الذي يعد الأول في منطقة الخليج، ومركز (جابر الأحمد الثقافي) وغيره الكثير من المرافق على المستوى العالمي.
ومن المشاريع التنموية المهمة والعملاقة التي تشهدها الكويت، ويرتقب افتتاحها بشكل رسمي قريباً مشروع (مصفاة الزور)، ومشروع مدينة صباح السالم الجامعية.
تأتي هذه الإنجازات تنفيذاً لتطلعات الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتحقيق رؤية (كويت جديدة 2035) الرامية إلى تحويل البلاد لمركز مالي وتجاري إقليمي ودولي، وتسريع عجلة الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية، وأن تعود الكويت كما كانت “درة الخليج”.
ولم يغفل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إدراك أهمية بناء المجتمع الكويتي من الداخل والحفاظ على وحدته وتماسكه في ظل التحديات التي تعصف بالمنطقة من حين لآخر، فكان التفجير الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق في 26 يونيو/حزيران 2015 أكبر دليل على تلاحم القيادة والشعب في مشهد مهيب وقف له العالم إكبارا وتقديرا.
فبعد فترة قصيرة من وقوع حادث التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة 26 شهيدا وعشرات الجرحى سارع إلى الحضور شخصيا إلى موقع الحادث غير عابئ بالأخطار التي قد تحيط به أو تهدد سلامته، ليطلق جملته الإنسانية الشهيرة “هذولا (هؤلاء) عيالي”.
كما تم في عهد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عودة الخدمة العسكرية الوطنية “التجنيد الإلزامي” عام 2017، بعد توقف 16 عاما.
الدبلوماسية الإنسانية
تبوأت الكويت -نتيجة لسياساته ورؤيته الحكيمة القائمة على تولي زمام المبادرات في العمل الخيري الإنساني– مركزا مرموقا بين دول العالم خلال السنوات الماضية استحقت به أن يتم اختيارها من قبل الأمم المتحدة في 9 سبتمبر/أيلول 2014 “مركزا للعمل الإنساني” ومنحه لقب “قائدا للعمل الإنساني”، خصوصا بعد أن استضافت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا لـ3 دورات متتالية على أرضها، معلنة تبرعها السخي بمئات الملايين لإغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار لسوريا.
ولم تنس الكويت القضية الفلسطينية التي اعتبرتها قضيتها العربية الأولى منذ بدايتها وحتى اليوم، فاستمر دعمها للفلسطينيين وازدادت وتيرته في عهد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
واستضافت الكويت في عهده كذلك العديد من القمم العربية والخليجية والدولية، كان أبرزها “القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية العربية” الأولى في يناير/كانون الثاني 2009 التي شهدت أول مبادرة تنموية عربية طرحها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، متمثلة في إنشاء صندوق لدعم وتمويل المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية برأسمال قدره 2 مليار دولار تساهم الكويت فيه بحصة تبلغ 500 مليون دولار.
كما شهد في فبراير/شباط 2018 افتتاح “مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق” عقب تحرير مدنه من براثن تنظيم داعش الإرهابي، ووصلت قيمة التعهدات الدولية إلى 30 مليار دولار.
كما قام الشيخ صباح في يونيو/ حزيران 2019 بزيارة رسمية الى العراق تعد الأولى من نوعها لمسؤول كويتي رفيع المستوى إلى بغداد منذ عام 1990 ودشن خلال هذه الزيارة عهدا جديدا في مسيرة العلاقات على مختلف المستويات بين البلدين.
وكانت دبلوماسية أمير الكويت دائما ما تصب في مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة بأسرها فهو أمير الإنسانية وصاحب الدور الهام في الوساطة لحل الخلافات والنزاعات وخفض التوترات في المنطقة وبالأخص حرصه على الحفاظ على وحدة البيت الخليجي.
انتصاره للمرأة
وحققت المرأة الكويتية في عهد الشيخ صباح إنجازات بارزة، حيث وزّرت أوّل امرأة في حكومة برئاسته عام 2005، تلا ذلك مشاركتها في العملية الانتخابية في أوّل انتخابات نيابية بعد توليه مسند الإمارة.
وفي أبريل/نيسان 2006، سجلت الانتخابات التكميلية للمجلس البلدي حدثا فريدا في تاريخ المرأة السياسي؛ إذ مارست حقها لأول مرة ترشيحا وانتخابا، وفي يونيو/حزيران من العام نفسه، وافق مجلس الوزراء على تعيين امرأتين من بين 6 شخصيات لعضوية المجلس البلدي لأول مرة في تاريخ الكويت.
ثمَّ تُوجّت سياسته الإصلاحية تلك بدخول المرأة لأوّل مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجرى في عهده عام 2009، وقد سمح للمرأة بدخول السلك العسكري.
وفي يونيو / حزيران 2020، تم تعيين 8 قاضيات لأول مرة في تاريخ الكويت.
محاربة تنظيم الإخوان الإرهابي
شهدت الحرب على تنظيم الإخوان الإرهابي في عهد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مرحلة جديدة حاسمة، بدأت مع إعلان السلطات الكويتية، في 12 يوليو/تموز 2019، القبض على “خلية إرهابية” مرتبطة بـ”الإخوان” في مصر، صدرت ضد أعضائها أحكام بالسجن تصل إلى 15 سنة من محاكم مصرية، وتبعتها اعتقالات أخرى مرتبطة بالخلية نفسها.
ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الكويت اعتقال عناصر إخوانية هاربة من مصر، فإنها المرة الأولى التي تكشف فيها صراحة عن انتماء العناصر المعتقلة لتنظيم الإخوان.
جوائز وأوسمة
تلك المسيرة الحافلة بالعطاءات والإنجازات، حصل خلالها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على عدة أوسمة تقديرا لجهوده البارزة.
وإضافة إلى تكريمه من قبل الأمم المتحدة عام 2014، ومنحه لقب “قائد العمل الإنساني”، فقد حصل على “وسام زايد” من الإمارات عام 2006، كما حصل أيضا على قلادة الملك عبد العزيز آل سعود من السعودية، ووسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة من مملكة البحرين، ووسام عمان المدني من الدرجة الأولى من سلطنة عمان، ووسام جوقة الشرف الأكبر من الجمهورية الفرنسية.
كمال نال وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الاستثنائية برتبة “وشاح أكبر”، ووسام الاستحقاق الرئاسي لجمهورية إيطاليا، ووسام الاستحقاق الرئاسي لجمهورية ألمانيا، وقلادة كريسا نثموم الإمبراطورية من اليابان، والوسام الأعظم من طبقة باث من ملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية الذي تسلمه منها خلال زيارته الرسمية للمملكة المتحدة نوفمبر/تشرين الثاني 2012، بجانب حصوله على شهادة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة جورج واشنطن التي تسلمها في يونيو/حزيران 2005.
وغادر أمير الكويت الدنيا دون أن تغادر أعماله ومسيرته المضيئة التي ستبقى خالدة أبد الدهر.
الاولى نيوز – متابعة