خيارات أمريكية لمعاقبة أردوغان.. أكثرها إيلاما نقل قاعدة إنجرليك
تدرس الولايات المتحدة عدة خيارات لمعاقبة أنقرة، ربما يكون أشدها إيلاما نقل قاعدتها العسكرية الرئيسية في تركيا، في مؤشر على نفاد صبر واشنطن بعد الاستفزازات التركية الأخيرة في منطقة شرق المتوسط.
وقالت صحيفة “التايمز” البريطانية، إن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو يستغل زيارته إلى اليونان هذا الأسبوع لدراسة مقترحات لنقل الأصول الأمريكية الرئيسية من قاعدة “إنجرليك” الجوية في تركيا إلى جزيرة كريت، حيث تتطلع الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط.
ويُنظر إلى زيارة بومبيو وهي الثانية للمنطقة خلال أسبوعين، على أنها مؤشر على تراجع صبر واشنطن على الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن خطابه المناهض للغرب، وقراره العام الماضي بشراء منظومة دفاع روسية متطورة مضاد للطائرات على الرغم من الاعتراضات الشديدة من الولايات المتحدة وأعضاء شمال الأطلسي (ناتو).
في هذا الإطار قال أثاناسيوس دروجوس، وهو محلل دفاعي في أثينا: “لم يتضح بعد، ما إذا كان بإمكان واشنطن نقل جميع أصولها، بما في ذلك ترسانتها النووية من إنجرليك”.
وأضاف: “لكن مجرد حقيقة أن بومبيو يأتي إلى هنا لتعزيز رسالة مفادها بأن الولايات المتحدة تسعى بنشاط لخيارات بديلة تمثل شوكة مؤلمة في خاصرة أردوغان”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه، لطالما كانت قاعدة “إنجرليك”، التي أنشئت في ذروة الحرب الباردة بالقرب من الحدود التركية مع سوريا، حيوية للمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أنها استخدمت مؤخرًا كنقطة انطلاق للضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق.
وكان رون جونسون، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية لأوروبا في مجلس الشيوخ، اقترح هذا الشهر أن الولايات المتحدة تدرس بديلاً، هو قاعدة خليج سودا، وهي منشأة بحرية أمريكية تطل على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة كريت.
واعتبر دروجوس أن “اهتمام الولايات المتحدة ووجودها في المنطقة الكبرى هنا أمران في غاية الأهمية”.
وتابع: “لكن إلى جانب عزم روسيا والصين المتزايد لتأكيد النفوذ في شرق البحر المتوسط، والتقدم التركي في ليبيا والتنقيب غير القانوني في المنطقة، فإن توقيت زيارة بومبيو مهم للغاية”.
وشدد على أن “القاعدة البحرية الأمريكية في خليج سودا تكتسب الآن دورًا أكبر بكثير ومهمًا من الناحية الاستراتيجية”.
وتدهورت العلاقات بين اليونان وتركيا، حليفي الناتو والخصمين القديمين، بشكل كبير في الأسابيع التي أعقبت إرسال أنقرة سفينة أبحاث للتنقيب الغاز والنفط بالقرب من جزيرة كريت.
لكن تدخل واشنطن في الأزمة والضغط على أردوغان، دفع أنقرة إلى سحب سفينتها البحثية، واليونان للموافقة على محادثات “استكشافية” الشهر المقبل.
وبينما لم يُعلن عن تفاصيل المحادثات بعد، أصرت اليونان أصرت بالفعل على أنها ستناقش الخلافات البحرية فقط، بينما تريد تركيا مناقشات مفتوحة.
في هذا السياق، قال دروجوس: “إن فرص حدوث انفراجة في هذه المحادثات تبدو ضئيلة؛ ولكن على الأقل التوتر قد انخفض الآن”.
الاولى نيوز – متابعة