تُواجه العملية الانتخابية في العراق، تحديات عديدة، تتعلق معظمها في تباين أمزجة الناخبين وموقفهم من المشاركة في عملية التصويت في أيار القادم.
ولأن نجاح الديمقراطية هي مسؤولية وطنية ومجتمعية لا تتوقف عند الدولة ومؤسساتها وإنما تتطلب مساهمة أكاديمية ونخبوية لتعضيد الدور الرقابي والتشجيع على مشاركة أوسع لتحقيق عملية انتخابية ناجحة.
ويأتي المجتمع المدني والمراكز البحثية من روافد تعضد الديمقراطية في بلد تعاني مؤسساته من غياب التخطيط والجدية والعمل المهني الرصين إذ تشهد الأيام القادمة افتتاح مؤتمر موسع عن السلوك الانتخابي بإشراف منظمة مدنية ذات توجهات علمية وهي الجمعية العراقية لعلم النفس السياسي، شكلت مؤخرا لتكون أول منظمة في المنطقة العربية تعنى بهذا الاختصاص النادر، وها هي تعلن عن مؤتمرها بالتعاون مع أكاديمية بغداد للعلوم الإنسانية، لتستقطب العشرات من الباحثين من داخل وخارج العراق، لبحث إمكانية إجراء انتخابات نزيهة مع قراءة معمقة للواقع المحلي، نفسيا ومجتمعيا، مع الأبعاد السياسية للناخبين والمرشحين وصراع التيارات والأحزاب.
بوجود هذا الكم من التحديات وبروز مشكلة المقاطعة أو مطالبات عدم المشاركة، هذه الخطوة تسجل للمجتمع المدني العراقي، بعد أن أخفقت المؤسسات الأكاديمية في عقد هكذا مؤتمرات، لكن المهم استثمار تلك الأنشطة ودعمها ومتابعة بحوثها بما يخدم حركة النهوض المعرفي في العراق الآن.