فورين بوليسي: الخوف من الحرب الأهلية يشل لبنان و”حزب الله” يتحمل المسؤولية
قالت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية إن الخوف من نشوب حرب أهلية جديدة يؤدي إلى حالة من الشلل في لبنان، مع وصول التوترات الطائفية إلى مرحلة قريبة من ”نقطة الغليان“، إلا أن ما سيحدث مستقبلًا في هذه النقطة تحديدًا ستكون مسؤوليته على عاتق حزب الله.
وأضافت:“خلال 30 عامًا أعقبت الحرب الأهلية اللبنانية، فإن أحياء العاصمة بيروت أصبحت مقسمة وفقًا للخطوط الطائفية، ما يعكس النظام الدستوري القائم على الطائفية في تقاسم السلطة، ولكن هذا الصرح السياسي العملاق تعرض للتحدي خلال الشهور القليلة الماضية، وفي أكتوبر الماضي، خرجت حشود كبيرة من اللبنانيين الممثلين لكل الطوائف إلى الشوارع، واحتجوا ضد الزعماء السياسيين، ووصفوهم بالفساد، وخدمة النخب التي ينتمون إليها فقط“.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانفجار المدمر الذي شهده مرفأ بيروت الشهر الماضي، وتسبب بمصرع 180 شخصًا على الأقل، وإصابة وتشريد مئات الآلاف ودمار واسع في العاصمة، نزع الغطاء عن خطوط الصدع الطائفية في البلاد.
وذكرت:“الطوائف المتعددة اللبنانية تشعر الآن بحالة غير مسبوقة بالشك تجاه بعضها البعض، أكثر من أي وقت في الذاكرة القريبة، ويقع حزب الله في قلب تلك التوترات، بوصفه المسؤول عن الفوضى والسلام، وليس من الواضح ما إذا كانت تلك التوترات الطائفية سيتم حلّها، فلا أحد يريد أن يتصاعد الموقف إلى حرب أهلية جديدة“.
وتابعت:“من وجهة نظر أنصار حزب الله، فإن المتظاهرين المناهضين للحزب والأوضاع السياسية الحالية هم عملاء أجانب، وواجهة لإسرائيل والمصالح الأمريكية والغربية، وأنهم تخطّوا الخط الأحمر، عندما وضعوا حبل المشنقة على رقبة مجسّم للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وطالبوا بتخلي الجماعة الشيعية عن أسلحتها“.
ونقلت عن ناصر ياسين، الأستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت، قوله إن حزب الله لن يتردد في السيطرة على شوارع بيروت كما حدث في العام 2008، في حالة حدوث أي هجوم فعلي عليه.
وأضاف ياسين:“إذن، هذا هو مربط الفرس، إذا قامت جماعات مثل السُّنة، وطائفة المسيحيين، أو الدروز، بحمل السلاح ضد حزب الله، فإن الجماعة ستتحرك سريعًا للسيطرة على الدولة، كما فعلت في سيناريو 2008″.
وقالت ”فورين بوليسي“ إن البعض داخل المجتمع اللبناني يفضل أن تتولى القوى الغربية مسؤولية نزع أسلحة حزب الله.
ونقلت عن سيدة لبنانية من أحد الأحياء الأكثر تضررًا من انفجارات بيروت، قولها:“ما الذي نستطيع فعله أمام أسلحتهم؟، أمريكا لديها القوة لذلك وليس نحن“.
وأردفت المجلة:“خلال الشهرين الأخيرين تراجعت حدة حركة الاحتجاج، وأصبحت ذات لهجة طائفية منذ تفجيرات بيروت. وقالت سيدة لبنانية إنه من الأفضل أن تكون هناك دولة للمسيحيين ودولة أخرى لحزب الله، وهو ما يعكس شعورًا متناميًا داخل الطائفة المسيحية، حتى وإن كان من النادر الحديث عن ذلك علانية. والعشرات من المتظاهرين اللبنانيين إن مسعاهم إلى تحقيق الإصلاح الاقتصادي والتغيير الهيكلي للدولة تعرض للاختراق من القوى الطائفية في الدولة، مثل: حزب الله، والجيش اللبناني“.
واستطردت:“في الوقت الذي يرى فيه محللون تصاعد موجة عدم الثقة المتبادلة على الصعيد الطائفي، فإنه لا يوجد خطر حتى الآن بنشوب حرب أهلية جديدة، حتى يقرر حزب الله أنه يريد هذه الحرب“.
وخلصت المجلة إلى أن السلام الداخلي في لبنان سيكون له ثمن، وهو قبول هيمنة حزب الله وحلفائه، وهذا من شأنه أن يضع لبنان رهينة لشلل الوضع القائم حاليًا: الفشل الاقتصادي، والسياسة الطائفية غير فعالة.
الاولى نيوز_متابعة