العاشر من المحرم صرخة مُدوِّية ضد الظلم

نجاح سميسم

العاشر من المحرم صرخة مُدوِّية ضد الظلم – نجاح سميسم

نعم إنها صرخة الحسين التي عبرت الزمان والمكان وبقى صداها يَصمُ آذان الظالمين على مدى العصور ، ففي مثل هذا اليوم على التقويم القمري قبل 1381سنة هجرية سقط الحسين شهيداً مضرجاً بدمائه.. مات جسداً وظلتْ مبادؤه خالدة..

الأصرار والثبات على الموقف والتضحية بالنفس لِيُعلم الناس طريق الحرية،وهكذا وُلدَ الحسينُ من جديد في العاشر من المحرم، ليبقى خالداً في ضمائر الأحرار، ويخط لهم طريق الثورة ومقارعة الباطل، لذلك صار هذا اليوم يوماً حسينياً بإمتياز، إنه عاشوراء الحسين يوم مولده الحقيقي الذي عبر به سنين عمره السبعة والخمسين التي عاشها بذاته،وهكذا كانت الشهادة والولادة في يوم واحد،وهو العاشر من المحرم..

ولكن غالبية شيعته الذين ثار من أجلهم يستلون سيوف جهلهم،عندما تحل ذكرى عاشوراء كي يقتلوه بها….

نعم الحسين الشهيد يُقتل من جديد في كل سنة وفي مثل هذه الأيام..

دم الحسين ينزف في مدينتي الموشحة بالسواد، وسيوف قاتليه تقطر دماً قانياً..

إنه دم الحسين المعطر بقيمْ الشهادة، دمه الذي تلطختْ به جدران مدينتي ، ونزَ في شوراعها، وعلى السرادقات المقامة حداداً عليه..

رغم جائحة كورونا التي تنذر بالموت الأسود.. الطبول تدقُ والأصوات تتعالى( ياحسين.. ياحسين) ، والحسين يصرخ بأعلى صوته ( إنني لم أخرج أشراً، ولابطراً ، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح)، والمطبلون يصرخون وتتعالى أصواتهم ( إرجع من حيث أتيت، ليست لنا بك حاجة) والحسين يصيح بهم أنا الحسين بن علي آليت ألا أنثني، ويلكم ياشيعتي يامن توشحتم بالسواد،وأمتشقتم السيوف، وقرعتم الطبول لمساندتي..

أنا إمامكم الحسين، أمامكم الذي ضحى بنفسه، وقدَّمَ أهل بيته وأصحابه قرباناً لكم، كي تستشرفوا طريق الحرية، وتتعلموا كيف أن الحقوق تُنتزع ولاتُعطى، لماذا تخذلوني ياقوم …

صرخة بوجه الظالم هي بمقدار من رفع سيفه معي في كربلاء ، والقوم يضربون بالسيوف على رؤوسهم المخضبة بالدماء وأصواتهم تتعالى .. ياحسين.. ياحسين ، إرجع لاحاجة لنا بك.. إرجع إلى قبرك الذي منه خرجت ودعنا نتبارك بك بالأسم فقط …

ياحسين لماذا رجعت لنا بعد هذه القرون الطويلة، جعلناك رمزاً دينياً بل إلهياً كي نحملك كل أوزارنا وندخل الجنـــــــة بشفاعتك …

لا نريد أن نراك جسداً حقيقياً فلــــــقد مُتَ مــــنذ زمنٍ سحيق ، وها نحن نحجُ إليك كي نُبرئ ذمتـنا مما إقترفنا لأنك شفــــــيعنا، ورعاة العتبات هم الذين يديـرون أموال الريع الربحي لعتبــــــاتكم … هذه الأموال التي رفضها إمام العــدالة أبوك حينما قال لها غري غيري ولكنها أغرت الكثير من الذين يدّعون الأنتماء إليكم زوراً وبهتاناً.

نعم سيدي ياحسين لقد غدر بكم مَنْ يدَّعي محبتكم

وأنتَ تستصرخ القوم ألا من مغيث ألا من ناصر..والكل يصيح ياحسين ، واحسين ورجالات ما يسمى بالدولة ورؤساء الأحزاب ومَنْ يتحكمون بمصير هذا البلد المكلوم يلبسون السواد ويقيمون العزاء وأيضا يكذبون عليك بصراخهم واحسين وأنت أعرف بهم لأنهم من شذاذ الآفاق ومحرفي الــــكلم … سيذهبون إلى مزبلة التأريخ كما هو حــــال مَنْ قاتلك وقتلك … وتبقى خالداً مابقى الزمن.. ياحسين.